- CR.7عضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 262
عدد الرسائل : 152
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
الشعبيه : 0
بيان هيئة كبار العلماء في التكفير والتفجير
السبت مايو 09, 2009 6:51 am
بسمـ الله الرحمن الرحيم
السلامـ عليكمـ ورحمة الله
نقلاً عن الهئة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد:
معاشر المؤمنين، يقول الله جل وعلا << وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا>> ويقول ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه <<فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون>>، لقد أمر الله أهل الإسلام بالرجوع إلى العلماء وسؤالهم، ونهى عن القول في دينه بغير علم، ولا زال الناس بخير مادام العلم يأتيهم من علمائهم الربانيين، إليهم يرجعون في المسائل العظام ولا يستفتون غيرهم من المتعالمين، إن الناس إذا ذهبوا يمينا وشمالا واستفتوا من لا علم عنده في المسائل العظام، عند ذلك يحصل الضلال والهلاك، ومن المسائل التي يتجرأ بعض الناس على الكلام فيها وهو ليس من أهل الفتيا المعتبرين، مسألة التكفير، ومن فضل الله علينا أن علماءنا بينوا الحق في هذه المسألة، ونصحوا لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واليكم بيان هيئة كبار العلماء حول هذه المسالة الخطيرة:
{ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة في الطائف، ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها، من التكفير والتفجير وما ينشأ عنه من سفك الدماء، وتخريب المنشآت، ونظرا لخطورة هذا الأمر وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة، وإتلاف أموال معصومة وإخافة للناس وزعزعة لأمنهم واستقرارهم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده وإبراءا للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق :
أولا: التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله وكما أن التحليل والتحريم و... إلى الله ورسوله فكذلك التكفير وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة، ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات، فلذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحكم على شخص بالتكفير وهو ليس بكافر فقال <<أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه >> وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، ولا يكفر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره، وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بأسبابها وشروطها وانتفاء موانعها، كما في الإرث سببه القرابة مثلا وقد لا يليق بها لوجود مانع كاختلاف الدين وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر في غلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد كما في قصة الذي قال <<اللهم أنت عبدي وأنا ربك>> أخطا من شدة الفرح، والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة، وإذا كان هذا أي التكفير لولاة الأمور كان أشد، لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم، وإشاعة الفوضى وسفك الدماء، وفساد العباد والبلاد، ولهذا منع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم منع من منابذتهم فقال <<إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان>> فأفاد قوله إلا أن تروا أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة، وأفاد قوله كفرا انه لا يكفي الفسوق ولو كثر كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار و... المحرم، وأفاد قوله صلى الله عليه وسلم بواحا انه لا يكفي كفر الذي ليس بصرح أي ظاهر وأفاد قوله صلى الله عليه وسلم عندكم فيه من الله برهان انه لابد من دليل صريح بحيث يكون صحيح الثبوت صريح الدلالة فلا يكفي الدليل ضعيف السند ولا غامض الدلالة، وأفاد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الله أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة، إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه القيود تدل على خطورة الأمر وجملة القول أن التسرع في التكفير له خطره العظيم لقول الله جل جلاله <<قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وبطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون>>.
ثانيا: ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين، لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم وغدوهم ورواحهم، وفيه هتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها، وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرم انتهاكها، وشدد في ذلك وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته فقال، فقال في خطبة حجة الوداع <<إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا >> ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم <<ألا هل بلغت اللهم فاشهد>> متفق عليه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم <<كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه >>، وقال عليه الصلاة والسلام <<اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة>>، وقد توعد سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد، فقال جل وعلى بحق المؤمن <<ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما>>، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ <<وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة >>، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قتل عمدا فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال <<من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة>>.
ثالثا: إن مجلس هيئة كبار العلماء، إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وخطورة إطلاق ذلك لما يترتب عليه من شرور وآثام، فانه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ، وان ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت، هو عمل إجرامي والإسلام منه بريء، وهكذا كل مؤمن وهكذا وكل مسلم يؤمن باليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه ولا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إجرام وإفساد تأباه الشريعة والفطرة، لهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله، قال الله عز وجل <<ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد >>، والواجب على المسلمين في كل مكان التواصي بالحق والتناصح والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله جل وعلى <<وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب>>، قال الله جل وعلى <<والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم>>، وقال عز وجل <<والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر>>، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم <<الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم>>، وقال عليه الصلاة والسلام <<مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى >>، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين، وان ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وان يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان، وان ينصر بهم الحق، انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية }
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
السلامـ عليكمـ ورحمة الله
نقلاً عن الهئة
[فقط الأعضاء المسجلين و المفعلين يمكنهم مشاهدة الروابط. إضغط هنا للتسجيل...]
بيان هيئة كبار العلماء في التكفير والتفجير
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد:
معاشر المؤمنين، يقول الله جل وعلا << وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا>> ويقول ربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه <<فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون>>، لقد أمر الله أهل الإسلام بالرجوع إلى العلماء وسؤالهم، ونهى عن القول في دينه بغير علم، ولا زال الناس بخير مادام العلم يأتيهم من علمائهم الربانيين، إليهم يرجعون في المسائل العظام ولا يستفتون غيرهم من المتعالمين، إن الناس إذا ذهبوا يمينا وشمالا واستفتوا من لا علم عنده في المسائل العظام، عند ذلك يحصل الضلال والهلاك، ومن المسائل التي يتجرأ بعض الناس على الكلام فيها وهو ليس من أهل الفتيا المعتبرين، مسألة التكفير، ومن فضل الله علينا أن علماءنا بينوا الحق في هذه المسألة، ونصحوا لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واليكم بيان هيئة كبار العلماء حول هذه المسالة الخطيرة:
{ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة في الطائف، ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها، من التكفير والتفجير وما ينشأ عنه من سفك الدماء، وتخريب المنشآت، ونظرا لخطورة هذا الأمر وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة، وإتلاف أموال معصومة وإخافة للناس وزعزعة لأمنهم واستقرارهم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده وإبراءا للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق :
أولا: التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله وكما أن التحليل والتحريم و... إلى الله ورسوله فكذلك التكفير وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة، ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات، فلذلك حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحكم على شخص بالتكفير وهو ليس بكافر فقال <<أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه >> وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، ولا يكفر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره، وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بأسبابها وشروطها وانتفاء موانعها، كما في الإرث سببه القرابة مثلا وقد لا يليق بها لوجود مانع كاختلاف الدين وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر في غلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد كما في قصة الذي قال <<اللهم أنت عبدي وأنا ربك>> أخطا من شدة الفرح، والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة، وإذا كان هذا أي التكفير لولاة الأمور كان أشد، لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم، وإشاعة الفوضى وسفك الدماء، وفساد العباد والبلاد، ولهذا منع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم منع من منابذتهم فقال <<إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان>> فأفاد قوله إلا أن تروا أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة، وأفاد قوله كفرا انه لا يكفي الفسوق ولو كثر كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار و... المحرم، وأفاد قوله صلى الله عليه وسلم بواحا انه لا يكفي كفر الذي ليس بصرح أي ظاهر وأفاد قوله صلى الله عليه وسلم عندكم فيه من الله برهان انه لابد من دليل صريح بحيث يكون صحيح الثبوت صريح الدلالة فلا يكفي الدليل ضعيف السند ولا غامض الدلالة، وأفاد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الله أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة، إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه القيود تدل على خطورة الأمر وجملة القول أن التسرع في التكفير له خطره العظيم لقول الله جل جلاله <<قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وبطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون>>.
ثانيا: ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين، لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم وغدوهم ورواحهم، وفيه هتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها، وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم وحرم انتهاكها، وشدد في ذلك وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته فقال، فقال في خطبة حجة الوداع <<إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا >> ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم <<ألا هل بلغت اللهم فاشهد>> متفق عليه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم <<كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه >>، وقال عليه الصلاة والسلام <<اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة>>، وقد توعد سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد، فقال جل وعلى بحق المؤمن <<ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما>>، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ <<وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة >>، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قتل عمدا فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال <<من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة>>.
ثالثا: إن مجلس هيئة كبار العلماء، إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله، و سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وخطورة إطلاق ذلك لما يترتب عليه من شرور وآثام، فانه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ، وان ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت، هو عمل إجرامي والإسلام منه بريء، وهكذا كل مؤمن وهكذا وكل مسلم يؤمن باليوم الآخر بريء منه، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف، وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه وجرمه ولا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إجرام وإفساد تأباه الشريعة والفطرة، لهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله، قال الله عز وجل <<ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد >>، والواجب على المسلمين في كل مكان التواصي بالحق والتناصح والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله جل وعلى <<وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب>>، قال الله جل وعلى <<والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم>>، وقال عز وجل <<والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر>>، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم <<الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم>>، وقال عليه الصلاة والسلام <<مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى >>، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين، وان ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وان يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان، وان ينصر بهم الحق، انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية }
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال <<المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه>>، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم منزل الكتاب مجري السحاب وهازم الأحزاب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في فلسطين والشيشان اللهم كن لهم عونا ونصيرا، اللهم انصرهم على القوم الكافرين، اللهم انصرهم على القوم الكافرين، اللهم انصرهم على القوم الكافرين، اللهم اجمع قلوبهم على التوحيد والسنة يا أرحم الراحمين، اللهم عليك باليهود والروس الغاصبين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين قلوبهم واجعل الدائرة عليهم انك سميع الدعاء، اللهم أخرجهم من بلادنا أذلة صاغرين، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام من أعانهم على أهل الإسلام اللهم مزق ملكه، اللهم مزق ملكه، اللهم مزق ملكه واجعله عبرة للمعتبرين، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم من أرادنا وعلماءنا وولاة أمرنا بسوء أو فتنة أو فرقة، اللهم رد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا سميع الدعاء، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
- الأميرعضو جديد
- النقاط المكتسبه : 32
عدد الرسائل : 30
العمر : 33
الموقع : www.nijoom.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
الشعبيه : 0
رد: بيان هيئة كبار العلماء في التكفير والتفجير
الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 6:44 pm
يسلمووو على الموضوع الروووعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى