- Adminالاداره العليا
- النقاط المكتسبه : 3503
عدد الرسائل : 3352
العمر : 38
العمل/الترفيه : إداره أعمال
الموقع : منتديات الربح من الانترنت
المؤهلات : بكالوريوس إداره اعمال لسنه 2007 - 2008
تاريخ التسجيل : 12/08/2007
الشعبيه : 87
العين - انواع العين - كيف تؤثر
الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 5:54 pm
العين - انواع العين - كيف تؤثر
العين لغـة : يقـال عـان الرجـل يعينه عيـنا فهـو عائـن ,, والمصـاب معيـن على النقـص ,, ومعيـون على التمـام .. أصـابه بالعـين ,,, وفي لسان العرب : المعين المصاب بالعين ,, والمعيون الذي فيه عين .. تقـول : عنت الرجل أصبته بعينـك فهـو معين ومعيـون ,, ورجـل عـائن ومعيــان وعيــون
واصطلاحا : حقيقة العين نظـر باسـتحسـان مشــوب بحســد من خبيث الطبـع يحصـل للمنظـور منـه ضـرر ..
قال ابن القيـم : هي سـهام تخـرج من نفس الحاسـد ,, والعائـن نحـو المحسـود ,, والمعين تصيبه تارة وتخطئـه تارة فإن صادفته مكشـوفا لا وقاية عليه أثـرت فيه ,, ولا بد ,, وإن صادفتـه حذرا شـاكي السـلاح لا منفذ فيه للسـهام لم تؤثر فيـه ,, وربـما ردت السـهام على صاحبـها وهـذا بمثابة الرمي الحسـي ســواء ,, فهـذا من النفوس والأرواح ,, وذاك من الأجســام والأشــباح
الأدلــة على إثـبات الإصـابة بالعيــن
أولا : من الكـتـاب :
قال تعالى على لســان يعقـوب عليه السـلام : ( يا بني لا تدخـلوا من باب واحـد وادخلـوا من أبواب متفـرقة وما أغني عنكـم من الله من شيء إن الحكـم إلا لله عليـه توكلـت وعليـه فليتـوكل المتـوكلـون )
قال ابن عباس ومجاهد : إنه خشـي عليهم العين , وذلك أنهم كانـوا ذوي جمال وهيئة حسـنة ومنـظر وبهاء فخشـي عليـهم أن يصيـبهم الناس بعيـونهم فإن العين حق تسـتتنزل الفـارس عن فرسـه
وقال تعالى : ( وإن يكـاد الذين كفـروا ليزلقـونك بأبصارهم لما سـمعوا الذكر ويقـولون إنه لمجنـون وما هو إلا ذكر للعالميـن ) قال ابن عباس : ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) أي : يعينونك بأبصارهم بمعنى : يحسـدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل
وقال تعالى : ( قل أعـوذ برب الفلق * من شـر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حـاســد إذا حســـد ) .. والشاهد من الآية قوله : ( ومن شـر حاسـد إذا حسـد )
ثانيـا : من الســنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ونهى عن الوشـم )
وعن عائشـة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسـتعيـذوا بالله من العيـن فإن العيـن حـق )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولـو كـان شـيء سـابق القـدر لســبقتـه العيـن ,, وإذا اســتغســلتـم فاغســلوا ) وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن العين لتُـولـع بالرجـل بإذن الله حتـى يصعـد حالقـا فيتـردى منـه ) .. رواه أحمد .. ومعنى : لتولع : أي : أن العين تلازمه فتأثر فيه حتـى يصعـد مرتفعـا ثم يسـقط من أعـلاه
وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالعين )
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن , عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان إذا اشـتكى رسـول الله صلى الله عليه وسلم , رقاه جبـريل , قال : ( باسم الله يُبريك , ومن كل داء يشفيك , ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) وعن جابر رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس : ( ما لي أرى أجسـام بني أخي ضارعة " نحيفة " تصيبـهم الحـاجة ؟ قالت : لا ,, ولكن العين تسـرع إليـهم ,, قال : ارقيهم . قالت : فعرضت عليه فقال : ارقيهم )
فقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود , فنفس حسده شر بالمحسود من نفسه وعينه , وإن لم يؤذه بيـده ولسـانه ,, فإن الله تعالى قال : ( من شر حاسـد إذا حسـد ) فحقق الشر منه عند صدور الحسد ,, والقرآن ليس فيه لفظ مهملة ,, لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المحسود ولاه عنه ,, فإذا خطر على قلبه انبعثت نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك ,, فإن لم يسـتعذ بالله ويتحصن به ,, ويكون له أوراد من الأذكار والدعوات والتوجه إلى الله والإقبـال على الله تعالى ,, وإلا ناله شــر الحاســد ولا بــد
أنــــواع الـعــيـن
عيـن إنـسـيـة : وهـي التـي تصـدر مـن البـشـر .. وعيـن جنيــة : وهـي التـي تصـدر مـن الجــن ..
وقـد أثبـتت الأدلـة الشـرعيـة كلا النـوعيــن : العيـن الإنسـية ودليـل ثبـوتـها :
قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة حين عان سهل بن حنيف : (( عــلام يقتُـل أحدكـم أخــاه ))
العيـن الجنيـة ودليـل ثبـوتـها :
ما روته أم سـلمة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم ,, رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ,, فقال ، (( اســـترقـوا لهـا فإن بهـا نظــرة ))
قال الحسين بن مسعود الفراء : والسفعة لون يخالف لون الوجه ,, قال الخطابي : عيـون الجـن أنفـذ من الأســنة ,, وقال ابن القيـم : العيـن عينـان : عيـن إنسـية , وعيـن جنيـة ,, وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : وقوله ( ومن شر حاسد إذا حسـد ) يعم الحاسد من الجن والإنس فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضـله
كيــف تـؤثــر الـعـيــن
يجب أن نعلم أن العين وغيـرها لا تؤثر إلا بإرادة الله تعالى ومشيئـته ,, وقد يعين الإنسان نفسه وقد يعين غيره ,, وقد يعين بغير إرادته وقد يصيب العائن من غير الرؤية كأن يكون أعمى أو كأن يكون المعيون غائبا ويوصف له من غير أن يراه ,,, وقد تصيب العين مع الإعجاب ولو بغير حسد ,, وقد تصيب العين الرجل المحب ومن الرجل الصالح ,, لذلك يسـن لمن وقع بصره على شـيء يعجبـه من نفسـه أو أهله أو غيـره أن يذكـر بـما ورد
قال ابن القيـم : " ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره وكثير من العائنين يؤثر في العين بالوصـف من غيـر رؤيـة " ويقول أيضا : " وأصله من إعجاب العائن بالشيء ,, ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ,, وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير إرادته وهذا أردأ ما يكــون مـن النــوع الإنســانـي " .. قال ابن حجر : " وقد أشـكل ذلك على بعض الناس ,, فقال :
كيـف تعمـل العيـن مـن بُعـد حتـى يحصـل الضـرر للمعيــون ؟؟
والجــواب :
أن طبائـع الناس تختـلف ,, فقد يكون ذلك من سم يصـل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون , وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني .. فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إذا صادف البدن لا وقاية له أثر فيه ,, وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رُدّ على صاحبه كالسـهم الحسـي سـواء "
وقال الشـيخ محمد بن عبد الوهـاب : " وهذه العين إنما تؤثر بواسطة النفس الخبيثة وهي بمنزلة الحية إنما يؤثر سمها إذا عضت فإنها تتكيف بكيفية الغضب فتحدث فيها تلك الكيفية السم فتؤثر في الملسوع ,, وربما قويت حتى تؤثر بمجرد النظر وذلك في نـوع منها يؤثر بمجرد النظر فتطمس النظر وتسقط الحَبَل كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر وذي الطفيتيـن منـها "
الواجـب نحــو الـعـائـن
قال ابن القيـم : " وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : إن من عُرف بذلك حبســه الإمام وأجرى عليه إلى الموت ,, وهذا هـو الصـواب قطـعا " .. وقال القاضي عياض : " قال بعض العلماء : ينبغي إذا عُرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس ,, ويلزمه بلزوم بيته ,, وإن كان فقيرا لزمه ما يكفيه ,, فضرره أكثر من آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم من دخـول المسـجد لئلا يؤذي الناس ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمـر بن الخطـاب رضي الله تعالى عنـه " .. وذكر الإمام النـووي نحـو ذلك
سـبل الوقـاية من الـعـيـن وكيفيـة دفـع شــر الحاســد عن المحســود
وضع الشارع سـبلا كثـيرة للوقاية من العين وهي :
التعـوذ بالله من شــر الحاســد وقـراءة المعوذتيـن .. لقوله تعالى : ( ومن شر حاسـد إذا حسـد ) .. ولما روى
أبو سـعيد الخدري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ,, فـلما نزلتـا أخذ بهما وتـرك ما ســواهمــا )
الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه .. قال الإمام النووي : ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول : ( اللهم بارك فيه ولا تضـره ) ,, وأن يقـول : ( ما شـــاء الله لا قــوة إلا بالله ) ..يقول ابن كثير عند قوله تعالى : ( ولولا إذ دخلت جنتـك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) أي : " هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المـال والولـد مـا لـم يعطـه غيـرك وقلـت مـا شـــاء الله " .. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من رأى شـيئا فأعجبه فقال : ما شـاء الله لا قوة إلا بالله لـم يضـره ) .. وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكـم من نفسـه ومالـه وأعجبه ما يعجبه فليـدع بالبـركــة ) والتبـريك : أن يقول : ( تبارك الله أحسـن الخالقين , اللهم بارك فيه ) أو ( اللهم بارك فيه ولا تضره )
الصبـر على العائن وعدم التعـرض له أو ايذائه لقوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه الله )
الإحســان إلى من عُرِفت إصابته بالعين كإحسـان الغني إلى الفقيـر المستشـرف لما في يـد الغنـي
سـتر ما يخشـى عليه الإصـابة بالعيـن ,, فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها ,, فإذا كان لدى الإنسان ما يخشى عليه العين فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وإبرازه لا سيما أمام من عُرف بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء يقع بأمر الله تعالى وتقديره ,, كما قال تعالى : ( وما هم بضـارين به من أحد إلا بإذن الله ) ,, فقد روي أن عثمان رأى صبيا مليحا فقال : دسّـموا نونتـه كيـلا تصيبه العين ,, ومعنى دسّموا أي : سوِّدوا ,, والنونة : النقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير
الاســتعانة على قضـاء الحـوائج بالســر والكتــمان
تقـوى الله تعالى وحفظه عنـد أمره ونهيـه ,, فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى : ( وإن تصـبـروا وتتـقـوا لا يضــركـم كيـدهـم شـــيئـا )
الصـبر على عدوه وأن لا يقـاتلـه ولا يشـكوه ولا يحدِّث نفسـه بأذاه أصــلا
التـوكـل على الله فمـن توكـل على الله فهـو حســبه
الإقبـال على الله ,, والإخــلاص له ,, وجعل محبته ورضـاه والإنابـة إليه في محل خواطـر نفسـه ,, فإذا صار كذلك فكيف يرضـى لنفســه أن يجعل بيـت أفكــاره وقلبـه معمـورا بالفكـر في حاســـده
تجـريد التـوبة إلى الله تعالى من الذنـوب التي سـلطت عليه أعـداءه , فإن الله تعالى يقـول : ( ومـا أصـابكـم مـن مصيـبـة فبـما كســـبت أيـديـكــم )
إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسـان إليه . وهذا من أصعب الأسباب على النفس , وأشقها عليها ولا يُوفَّق له إلا من عَظُم حظـه من الله تعالى فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقـة
تجريد التوحيـد والتـرحل بالفكـر في الأسـباب إلى المسـبب العزيز الحكيـم .. فإذا جرَّد العبد التوحيـد فقد خرج من قلبه خوف ما سـواه . من خاف الله خافه كل شيء . ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .. ومن خاف شــيئا غيـر الله سُــلِّط عليــه ... وهـو الجامع لذلك كلـه وعليـه مـدار الأســباب
العين لغـة : يقـال عـان الرجـل يعينه عيـنا فهـو عائـن ,, والمصـاب معيـن على النقـص ,, ومعيـون على التمـام .. أصـابه بالعـين ,,, وفي لسان العرب : المعين المصاب بالعين ,, والمعيون الذي فيه عين .. تقـول : عنت الرجل أصبته بعينـك فهـو معين ومعيـون ,, ورجـل عـائن ومعيــان وعيــون
واصطلاحا : حقيقة العين نظـر باسـتحسـان مشــوب بحســد من خبيث الطبـع يحصـل للمنظـور منـه ضـرر ..
قال ابن القيـم : هي سـهام تخـرج من نفس الحاسـد ,, والعائـن نحـو المحسـود ,, والمعين تصيبه تارة وتخطئـه تارة فإن صادفته مكشـوفا لا وقاية عليه أثـرت فيه ,, ولا بد ,, وإن صادفتـه حذرا شـاكي السـلاح لا منفذ فيه للسـهام لم تؤثر فيـه ,, وربـما ردت السـهام على صاحبـها وهـذا بمثابة الرمي الحسـي ســواء ,, فهـذا من النفوس والأرواح ,, وذاك من الأجســام والأشــباح
الأدلــة على إثـبات الإصـابة بالعيــن
أولا : من الكـتـاب :
قال تعالى على لســان يعقـوب عليه السـلام : ( يا بني لا تدخـلوا من باب واحـد وادخلـوا من أبواب متفـرقة وما أغني عنكـم من الله من شيء إن الحكـم إلا لله عليـه توكلـت وعليـه فليتـوكل المتـوكلـون )
قال ابن عباس ومجاهد : إنه خشـي عليهم العين , وذلك أنهم كانـوا ذوي جمال وهيئة حسـنة ومنـظر وبهاء فخشـي عليـهم أن يصيـبهم الناس بعيـونهم فإن العين حق تسـتتنزل الفـارس عن فرسـه
وقال تعالى : ( وإن يكـاد الذين كفـروا ليزلقـونك بأبصارهم لما سـمعوا الذكر ويقـولون إنه لمجنـون وما هو إلا ذكر للعالميـن ) قال ابن عباس : ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) أي : يعينونك بأبصارهم بمعنى : يحسـدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل
وقال تعالى : ( قل أعـوذ برب الفلق * من شـر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حـاســد إذا حســـد ) .. والشاهد من الآية قوله : ( ومن شـر حاسـد إذا حسـد )
ثانيـا : من الســنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ونهى عن الوشـم )
وعن عائشـة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسـتعيـذوا بالله من العيـن فإن العيـن حـق )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولـو كـان شـيء سـابق القـدر لســبقتـه العيـن ,, وإذا اســتغســلتـم فاغســلوا ) وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن العين لتُـولـع بالرجـل بإذن الله حتـى يصعـد حالقـا فيتـردى منـه ) .. رواه أحمد .. ومعنى : لتولع : أي : أن العين تلازمه فتأثر فيه حتـى يصعـد مرتفعـا ثم يسـقط من أعـلاه
وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتى بعد قضاء الله وقدره بالعين )
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن , عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان إذا اشـتكى رسـول الله صلى الله عليه وسلم , رقاه جبـريل , قال : ( باسم الله يُبريك , ومن كل داء يشفيك , ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) وعن جابر رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس : ( ما لي أرى أجسـام بني أخي ضارعة " نحيفة " تصيبـهم الحـاجة ؟ قالت : لا ,, ولكن العين تسـرع إليـهم ,, قال : ارقيهم . قالت : فعرضت عليه فقال : ارقيهم )
فقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود , فنفس حسده شر بالمحسود من نفسه وعينه , وإن لم يؤذه بيـده ولسـانه ,, فإن الله تعالى قال : ( من شر حاسـد إذا حسـد ) فحقق الشر منه عند صدور الحسد ,, والقرآن ليس فيه لفظ مهملة ,, لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المحسود ولاه عنه ,, فإذا خطر على قلبه انبعثت نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك ,, فإن لم يسـتعذ بالله ويتحصن به ,, ويكون له أوراد من الأذكار والدعوات والتوجه إلى الله والإقبـال على الله تعالى ,, وإلا ناله شــر الحاســد ولا بــد
أنــــواع الـعــيـن
عيـن إنـسـيـة : وهـي التـي تصـدر مـن البـشـر .. وعيـن جنيــة : وهـي التـي تصـدر مـن الجــن ..
وقـد أثبـتت الأدلـة الشـرعيـة كلا النـوعيــن : العيـن الإنسـية ودليـل ثبـوتـها :
قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة حين عان سهل بن حنيف : (( عــلام يقتُـل أحدكـم أخــاه ))
العيـن الجنيـة ودليـل ثبـوتـها :
ما روته أم سـلمة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم ,, رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ,, فقال ، (( اســـترقـوا لهـا فإن بهـا نظــرة ))
قال الحسين بن مسعود الفراء : والسفعة لون يخالف لون الوجه ,, قال الخطابي : عيـون الجـن أنفـذ من الأســنة ,, وقال ابن القيـم : العيـن عينـان : عيـن إنسـية , وعيـن جنيـة ,, وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : وقوله ( ومن شر حاسد إذا حسـد ) يعم الحاسد من الجن والإنس فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضـله
كيــف تـؤثــر الـعـيــن
يجب أن نعلم أن العين وغيـرها لا تؤثر إلا بإرادة الله تعالى ومشيئـته ,, وقد يعين الإنسان نفسه وقد يعين غيره ,, وقد يعين بغير إرادته وقد يصيب العائن من غير الرؤية كأن يكون أعمى أو كأن يكون المعيون غائبا ويوصف له من غير أن يراه ,,, وقد تصيب العين مع الإعجاب ولو بغير حسد ,, وقد تصيب العين الرجل المحب ومن الرجل الصالح ,, لذلك يسـن لمن وقع بصره على شـيء يعجبـه من نفسـه أو أهله أو غيـره أن يذكـر بـما ورد
قال ابن القيـم : " ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره وكثير من العائنين يؤثر في العين بالوصـف من غيـر رؤيـة " ويقول أيضا : " وأصله من إعجاب العائن بالشيء ,, ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ,, وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير إرادته وهذا أردأ ما يكــون مـن النــوع الإنســانـي " .. قال ابن حجر : " وقد أشـكل ذلك على بعض الناس ,, فقال :
كيـف تعمـل العيـن مـن بُعـد حتـى يحصـل الضـرر للمعيــون ؟؟
والجــواب :
أن طبائـع الناس تختـلف ,, فقد يكون ذلك من سم يصـل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون , وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني .. فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إذا صادف البدن لا وقاية له أثر فيه ,, وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رُدّ على صاحبه كالسـهم الحسـي سـواء "
وقال الشـيخ محمد بن عبد الوهـاب : " وهذه العين إنما تؤثر بواسطة النفس الخبيثة وهي بمنزلة الحية إنما يؤثر سمها إذا عضت فإنها تتكيف بكيفية الغضب فتحدث فيها تلك الكيفية السم فتؤثر في الملسوع ,, وربما قويت حتى تؤثر بمجرد النظر وذلك في نـوع منها يؤثر بمجرد النظر فتطمس النظر وتسقط الحَبَل كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأبتر وذي الطفيتيـن منـها "
الواجـب نحــو الـعـائـن
قال ابن القيـم : " وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : إن من عُرف بذلك حبســه الإمام وأجرى عليه إلى الموت ,, وهذا هـو الصـواب قطـعا " .. وقال القاضي عياض : " قال بعض العلماء : ينبغي إذا عُرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس ,, ويلزمه بلزوم بيته ,, وإن كان فقيرا لزمه ما يكفيه ,, فضرره أكثر من آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم من دخـول المسـجد لئلا يؤذي الناس ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمـر بن الخطـاب رضي الله تعالى عنـه " .. وذكر الإمام النـووي نحـو ذلك
سـبل الوقـاية من الـعـيـن وكيفيـة دفـع شــر الحاســد عن المحســود
وضع الشارع سـبلا كثـيرة للوقاية من العين وهي :
التعـوذ بالله من شــر الحاســد وقـراءة المعوذتيـن .. لقوله تعالى : ( ومن شر حاسـد إذا حسـد ) .. ولما روى
أبو سـعيد الخدري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ,, فـلما نزلتـا أخذ بهما وتـرك ما ســواهمــا )
الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه .. قال الإمام النووي : ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول : ( اللهم بارك فيه ولا تضـره ) ,, وأن يقـول : ( ما شـــاء الله لا قــوة إلا بالله ) ..يقول ابن كثير عند قوله تعالى : ( ولولا إذ دخلت جنتـك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) أي : " هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المـال والولـد مـا لـم يعطـه غيـرك وقلـت مـا شـــاء الله " .. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من رأى شـيئا فأعجبه فقال : ما شـاء الله لا قوة إلا بالله لـم يضـره ) .. وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكـم من نفسـه ومالـه وأعجبه ما يعجبه فليـدع بالبـركــة ) والتبـريك : أن يقول : ( تبارك الله أحسـن الخالقين , اللهم بارك فيه ) أو ( اللهم بارك فيه ولا تضره )
الصبـر على العائن وعدم التعـرض له أو ايذائه لقوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه الله )
الإحســان إلى من عُرِفت إصابته بالعين كإحسـان الغني إلى الفقيـر المستشـرف لما في يـد الغنـي
سـتر ما يخشـى عليه الإصـابة بالعيـن ,, فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها ,, فإذا كان لدى الإنسان ما يخشى عليه العين فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وإبرازه لا سيما أمام من عُرف بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء يقع بأمر الله تعالى وتقديره ,, كما قال تعالى : ( وما هم بضـارين به من أحد إلا بإذن الله ) ,, فقد روي أن عثمان رأى صبيا مليحا فقال : دسّـموا نونتـه كيـلا تصيبه العين ,, ومعنى دسّموا أي : سوِّدوا ,, والنونة : النقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير
الاســتعانة على قضـاء الحـوائج بالســر والكتــمان
تقـوى الله تعالى وحفظه عنـد أمره ونهيـه ,, فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى : ( وإن تصـبـروا وتتـقـوا لا يضــركـم كيـدهـم شـــيئـا )
الصـبر على عدوه وأن لا يقـاتلـه ولا يشـكوه ولا يحدِّث نفسـه بأذاه أصــلا
التـوكـل على الله فمـن توكـل على الله فهـو حســبه
الإقبـال على الله ,, والإخــلاص له ,, وجعل محبته ورضـاه والإنابـة إليه في محل خواطـر نفسـه ,, فإذا صار كذلك فكيف يرضـى لنفســه أن يجعل بيـت أفكــاره وقلبـه معمـورا بالفكـر في حاســـده
تجـريد التـوبة إلى الله تعالى من الذنـوب التي سـلطت عليه أعـداءه , فإن الله تعالى يقـول : ( ومـا أصـابكـم مـن مصيـبـة فبـما كســـبت أيـديـكــم )
إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسـان إليه . وهذا من أصعب الأسباب على النفس , وأشقها عليها ولا يُوفَّق له إلا من عَظُم حظـه من الله تعالى فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازددت إليه إحسانا وله نصيحة وعليه شفقـة
تجريد التوحيـد والتـرحل بالفكـر في الأسـباب إلى المسـبب العزيز الحكيـم .. فإذا جرَّد العبد التوحيـد فقد خرج من قلبه خوف ما سـواه . من خاف الله خافه كل شيء . ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء .. ومن خاف شــيئا غيـر الله سُــلِّط عليــه ... وهـو الجامع لذلك كلـه وعليـه مـدار الأســباب
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى