- ashraf111عضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 866
عدد الرسائل : 382
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 19/04/2011
الشعبيه : 0
إنها المؤامرة الناعمة
الخميس أبريل 21, 2011 1:58 am
إنها المؤامرة الناعمة
فراج إسماعيل
توحش البلطجية وأصبح الوضع الأمني مستفزا لنا جميعا، فلا يمكن انكار أن هناك فوضى تستفحل يوما بعد يوم، وأن سيادة الدولة والقانون تنتهك جهارا نهارا أمام عين الأجهزة السيادية.
كثيرون بفعل الخوف والقلق على أبنائهم ومن المستقبل المجهول بدأوا يستعيدون صورة القائد "الكاريزما" الحازم القوي، الذي يملك مفاتيح الحلول ويفرضها على الأرض.
خطورة هذا التفكير أنه يستبعد الديمقراطية ويعيدنا لعبادة الفرد وسيطرة الفرعون، لكن ما نحن فيه من انفلات أجبر كثيرين على وضع الأمن والديمقراطية، كلٍ في كفة ميزان، فرجح الاحساس الداخلي كفة الأمن.
هذه النتيجة لا يمكن فصلها عن "انقلاب ناعم" هدفه السيطرة على القلوب التي كانت بالأمس القريب تتوق إلى التغيير والتخلص من الحقبة المباركية.
فبماذا نفسر هجوم 400 بلطجي في وقت واحد على مستشفى المطرية من الساعة الثالثة والنصف عصرا إلى السابعة مساء مستخدمين كافة الأسلحة النارية والبيضاء، بحثاً عن شخص خبأته الشرطة داخل المستشفى، وعندما عثروا عليه ذبحوه كالخروف، واطلقوا الرصاص في ردهات المستشفى وداخل غرف المرضى ابتهاجاً..!
المطرية ليست في صحراء جرداء خالية من البشر، إنها إحدى ضواحي القاهرة ولا تبعد كثيرا عن قلبها، والمستشفى يجاور قسم الشرطة الذي شهد رئيس المباحث فيه و40 من أفراده المذبحة كما يشاهدون "فيلم هندي"، لم يتحرك فيهم ساكن، ولم تهتز أسلحتهم، فيما عدا ضابط حديث التخرج خبط رأسه في الحائط صارخاً بحنق وألم "احنا السبب.. احنا السبب"!
الشرطة رغم خروجها المكثف للشارع تتخذ موقف الحياد من البلطجية والبلطجة. والمحزن أن الشرطة العسكرية أصيبت بالعدوى، فقد انسحب سبعة من أفرادها من المستشفى بعد حضورهم على وقع الاستغاثات، كما يقول المدير المناوب للمستشفى لأحد المواقع الالكترونية.
في "المهندسين" تعرضت سيدة لضرب مبرح من بلطجية لم تستجب لهم، فلم تتدخل الشرطة وتركتهم يفعلون ما يريدون.
استمرار الانفلات الأمني، مؤامرة ناعمة غير منظورة لاجهاض الثورة وتطلعات الشعب نحو الحرية والديمقراطية وتداول السلطة. وبصراحة كاملة ليس هناك أي حزم في مواجهته، واللواء منصور العيسوي الذي كلفه مجلس الوزراء أمس بالتعامل مع هذا الملف ليس مؤهلاً أو كفؤاً.
أظهرت لنا حواراته المتكررة في الفضائيات والصحف مؤخرا أنه ليس رجل المرحلة، وهذه من أخطاء حكومة عصام شرف التي استدعت أشخاصا باتوا في ذمة الماضي!
مصر صارت فعلياً تحت سيطرة جيوش من البلطجية يجتمعون في مقرات وبأيديهم أسلحة متطورة، يفعلون كل الجرائم بقلوب باردة. يقول شخص أنه ذهب للتفاوض بواسطة وسيط، لاسترداد آلات زراعية سلبوها من مزرعته، فوجد مئات بأشكال مخيفة مدججين بالسلاح، فمن أين جاءوا وأين كانوا يعيشون قبل الثورة؟!
الشرطة بوضعها الحالي مكسورة وضعيفة ومرعوبة ولن تفعل شيئا. ووزير الداخلية يفتقد أي ابداع وطيب أكثر من اللازم، فيما الوضع الحالي يحتاج إلى رجل قوي يستمد رجاله منه القوة.
لم يبدأ العيسوي أي مشروع جدي لاعادة تأهيل الشرطة وما يزال يراوح مكانه في استرضاء ضباطه الكبار ومتوسطي الرتب للعودة إلى الشارع وأداء واجبهم، ونظن أنهم يتشفون في متاعب الناس الأمنية كأنهم يقولون "تستاهلوا" أو "اشربوا ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان"!
الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية بعد هزيمة 1967 أعاد بناء القوات المسلحة في وقت قصير مع الفريق عبدالمنعم رياض الذي استشهد في الجبهة عام 1969، وهذا هو الفارق بين الرجل القوي والرجل الضعيف.
لماذا لم يتجه العيسوي لتخريج دفعات جديدة من كلية الشرطة وقبول دفعات من الكليات المختلفة، والإعلان عن قبول متطوعين للعمل في الجهاز الشرطي وتدريبهم لن يستغرق وقتا طويلا، خصوصا إذا تخيلنا وجود ملايين من العاطلين انهوا خدمتهم الاجبارية في القوات المسلحة ويمتلكون خبرة لا بأس بها في التعامل مع السلاح.
لا استطيع تصور أن عدد ضباط الشرطة لا يتجاوز 100 ألف في دولة يسكنها 86 مليون نسمة، إلا من زاية أن المرتشين والفاسدين جعلوا من كلية الشرطة "بقرة حلوب" للرشاوى والواسطة والمحسوبية، يدخلها من يستطيع أن يدفع دون أي مؤهلات حقيقية صحية وبدنية وعقلية وعلمية.
الصمت والخنوع في مواجهة الانفلات الأمني أكبر مؤامرة ناعمة على الثورة، ستجهضها سريعا إن لم يتول المسئولية رجال أقوياء يحمون سيادة القانون وسيادة الدولة ولا يتفرغون لتبرئة وزارة الحبيب العادلي من دم شهداء ثورة يناير كما يصر العيسوي هذه الأيام.[center]
فراج إسماعيل
توحش البلطجية وأصبح الوضع الأمني مستفزا لنا جميعا، فلا يمكن انكار أن هناك فوضى تستفحل يوما بعد يوم، وأن سيادة الدولة والقانون تنتهك جهارا نهارا أمام عين الأجهزة السيادية.
كثيرون بفعل الخوف والقلق على أبنائهم ومن المستقبل المجهول بدأوا يستعيدون صورة القائد "الكاريزما" الحازم القوي، الذي يملك مفاتيح الحلول ويفرضها على الأرض.
خطورة هذا التفكير أنه يستبعد الديمقراطية ويعيدنا لعبادة الفرد وسيطرة الفرعون، لكن ما نحن فيه من انفلات أجبر كثيرين على وضع الأمن والديمقراطية، كلٍ في كفة ميزان، فرجح الاحساس الداخلي كفة الأمن.
هذه النتيجة لا يمكن فصلها عن "انقلاب ناعم" هدفه السيطرة على القلوب التي كانت بالأمس القريب تتوق إلى التغيير والتخلص من الحقبة المباركية.
فبماذا نفسر هجوم 400 بلطجي في وقت واحد على مستشفى المطرية من الساعة الثالثة والنصف عصرا إلى السابعة مساء مستخدمين كافة الأسلحة النارية والبيضاء، بحثاً عن شخص خبأته الشرطة داخل المستشفى، وعندما عثروا عليه ذبحوه كالخروف، واطلقوا الرصاص في ردهات المستشفى وداخل غرف المرضى ابتهاجاً..!
المطرية ليست في صحراء جرداء خالية من البشر، إنها إحدى ضواحي القاهرة ولا تبعد كثيرا عن قلبها، والمستشفى يجاور قسم الشرطة الذي شهد رئيس المباحث فيه و40 من أفراده المذبحة كما يشاهدون "فيلم هندي"، لم يتحرك فيهم ساكن، ولم تهتز أسلحتهم، فيما عدا ضابط حديث التخرج خبط رأسه في الحائط صارخاً بحنق وألم "احنا السبب.. احنا السبب"!
الشرطة رغم خروجها المكثف للشارع تتخذ موقف الحياد من البلطجية والبلطجة. والمحزن أن الشرطة العسكرية أصيبت بالعدوى، فقد انسحب سبعة من أفرادها من المستشفى بعد حضورهم على وقع الاستغاثات، كما يقول المدير المناوب للمستشفى لأحد المواقع الالكترونية.
في "المهندسين" تعرضت سيدة لضرب مبرح من بلطجية لم تستجب لهم، فلم تتدخل الشرطة وتركتهم يفعلون ما يريدون.
استمرار الانفلات الأمني، مؤامرة ناعمة غير منظورة لاجهاض الثورة وتطلعات الشعب نحو الحرية والديمقراطية وتداول السلطة. وبصراحة كاملة ليس هناك أي حزم في مواجهته، واللواء منصور العيسوي الذي كلفه مجلس الوزراء أمس بالتعامل مع هذا الملف ليس مؤهلاً أو كفؤاً.
أظهرت لنا حواراته المتكررة في الفضائيات والصحف مؤخرا أنه ليس رجل المرحلة، وهذه من أخطاء حكومة عصام شرف التي استدعت أشخاصا باتوا في ذمة الماضي!
مصر صارت فعلياً تحت سيطرة جيوش من البلطجية يجتمعون في مقرات وبأيديهم أسلحة متطورة، يفعلون كل الجرائم بقلوب باردة. يقول شخص أنه ذهب للتفاوض بواسطة وسيط، لاسترداد آلات زراعية سلبوها من مزرعته، فوجد مئات بأشكال مخيفة مدججين بالسلاح، فمن أين جاءوا وأين كانوا يعيشون قبل الثورة؟!
الشرطة بوضعها الحالي مكسورة وضعيفة ومرعوبة ولن تفعل شيئا. ووزير الداخلية يفتقد أي ابداع وطيب أكثر من اللازم، فيما الوضع الحالي يحتاج إلى رجل قوي يستمد رجاله منه القوة.
لم يبدأ العيسوي أي مشروع جدي لاعادة تأهيل الشرطة وما يزال يراوح مكانه في استرضاء ضباطه الكبار ومتوسطي الرتب للعودة إلى الشارع وأداء واجبهم، ونظن أنهم يتشفون في متاعب الناس الأمنية كأنهم يقولون "تستاهلوا" أو "اشربوا ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان"!
الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية بعد هزيمة 1967 أعاد بناء القوات المسلحة في وقت قصير مع الفريق عبدالمنعم رياض الذي استشهد في الجبهة عام 1969، وهذا هو الفارق بين الرجل القوي والرجل الضعيف.
لماذا لم يتجه العيسوي لتخريج دفعات جديدة من كلية الشرطة وقبول دفعات من الكليات المختلفة، والإعلان عن قبول متطوعين للعمل في الجهاز الشرطي وتدريبهم لن يستغرق وقتا طويلا، خصوصا إذا تخيلنا وجود ملايين من العاطلين انهوا خدمتهم الاجبارية في القوات المسلحة ويمتلكون خبرة لا بأس بها في التعامل مع السلاح.
لا استطيع تصور أن عدد ضباط الشرطة لا يتجاوز 100 ألف في دولة يسكنها 86 مليون نسمة، إلا من زاية أن المرتشين والفاسدين جعلوا من كلية الشرطة "بقرة حلوب" للرشاوى والواسطة والمحسوبية، يدخلها من يستطيع أن يدفع دون أي مؤهلات حقيقية صحية وبدنية وعقلية وعلمية.
الصمت والخنوع في مواجهة الانفلات الأمني أكبر مؤامرة ناعمة على الثورة، ستجهضها سريعا إن لم يتول المسئولية رجال أقوياء يحمون سيادة القانون وسيادة الدولة ولا يتفرغون لتبرئة وزارة الحبيب العادلي من دم شهداء ثورة يناير كما يصر العيسوي هذه الأيام.[center]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى