- الحنينعضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 231
عدد الرسائل : 180
العمر : 31
العمل/الترفيه : الانترنت
الموقع : منتديات الربح من الانترنت
المؤهلات : شهادة اعدادية
تاريخ التسجيل : 01/05/2009
الشعبيه : 3
وفاة الرسول ( صى الله علية وسلم )
الثلاثاء مايو 05, 2009 10:36 am
[size=18]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سنتكلم اليوم عن وفاة الرسول علية الصلاة والسلام
فهرس الموضوع
1_ حجة الوداع
2_ دنو الاجل
3_ اشتداد المرض
4 _يوم الوفاة
5_ بعد الوفاة
بسم الله نبدا
1_ حجة الوداع
في اليوم التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة
للهجرة النبوية، وقف نبي الهدى في بطن الوادي وهو على ناقته القصواء،
وحوله أربعين ألفاً من الصحابة[1]، ما بين راكب وواقف حتى بلغوا مد البصر،
وفيهم ربيعة بن أمية بن خلف[2] الذي كان يصرخ في الناس بقول رسول الله .
فكانت هذه الخطبة البليغة التي افتتحها بقرب أجله :
أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بـهذا الموقف أبداً.
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا،
في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع،
ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث،
وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً
أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب،فإنه موضوع كله.
فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة
الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً
تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن
بالمعروف.
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله.
وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس اللهم اشهد .. اللهم اشهد .. اللهم اشهد.
وبعد أن فرغ النبي من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى:
{اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة:3] .
وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان[3].
بهذه الخطبة البليغة قرر رسول الله قواعد
الإسلام، وهدم قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي
اتفقت الملل على تحريمها، وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور
الجاهلية تحت قدميه، وأوصاهم بالنساء خيراً، وبشر الأمة بأنها لن تضل
أبداً ما دامت معتصمة بكتاب الله. ثم أخبرهم بأنه مسؤول عنهم عند ربهم، بل
واستنطقهم فقالوا بلسان واحد: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت[4].
* * *
وخطب النبي يوم النحر -عاشر ذي الحجة- حين ارتفع الضحى، وهو على بغلة شهباء، والناس بين قائم وقاعد.
وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، ثم زاد عليها :
أيها الناس {إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به
الذين كفروا يُحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله
فيُحلوا ما حرم الله} [التوبة:37] .
الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض،
السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة
والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
كانت قبيلة مضر إحدى القبائل العربية التي تحافظ
على حرمة شهر رجب أشد من سائر العرب، ولكن هذه المحافظة ليست لله وحده،
وإنما هي عادة توارثوها عن آبائهم، فنالوا بذلك حظ الدنيا، حيث أُضيف
لقبهم إلى شهر رجب، بينما القبائل الأخرى لا تستحله ولكنهم يتحايلون على
توقيته.
واستمر الرسول في خطبته هذه قائلاً :
أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أي بلد
هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:
أليست البلدة؟ قلنا: بلى. فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى قال: فإن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في
شهركم هذا.
"وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع[5].
لقد اكتمل الدين وأتم الله الشريعة الخالدة. حتى
الآداب التي تعلمها الصحابة من نبيهم قد بلغت قمتها، فقد كانوا قبل ذلك
يقدموا بين يدي الله ورسوله حتى أنزل الله فيهم قرآناً {يا أيها الذين
آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} [الحجرات:1] فهاهم اليوم، يوم
اكتمال الدين عندما سألهم نبيهم أي شهر هذا؟ لم يجب أحدٌ منهم وهم يعلمون
أنه الشهر الحرام. بل أجابوا جميعاً إجابة التأدب مع نبيهم :
الله ورسوله أعلم.
ثم كرر عليهم السؤال للمرة الثانية والثالثة، ورغم معرفتهم بالإجابة إلا أنهم أجابوا جميعاً :
الله ورسوله أعلم.
حتى قال :
أليس ذا الحجة؟ .. أليست البلدة؟ .. أليس يوم النحر؟
قلنا: بلى .. بلى .. بلى.
2_ دنو الاجل
وفي شهر صفر من السنة الحادية عشرة خرج النبي إلى أُحد، فصلى
على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف.وفي يوم
التاسع والعشرين من شهر صفر. قال رسول الله لمولاة أبي مويهبة :يا أبا مويهبة، إني قد أُمرت أن استغفر لأهل البقيع، فانطلق معي.
فلما وقفا بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنىء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس
فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من
الأولى.
ثم ألتفت على مولاه وقال : يا أبا
مويهبة، إني قد أُوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك
وبين لقاء ربي والجنة. فما كاد ينتهي من قوله حتى بادره
أبا مويهبة محرضاً له على الدنيا قائلاً :بأبي أنت وأمي،
فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. ولكن
مراد رسول الله من هذا الدنيا لا يزيد عن تبليغ رسالة ربه ثم تركها. فقال رسول
الله :لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي
والجنة[1]. ثم استغفر لأهل البقيع.فلما رجع -وهو في الطريق- أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم
كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.
فلما دخل بيته وجد عائشة رضي الله عنها قد ألم بها وجع في
رأسها وتقول : وارأساه. فقال
لها رسول الله : أنا والله يا عائشة وارأساه.
فحاول الرسول أن يُلمّح لعائشة أن إذا مات أن تقوم
بتغسيله وتكفينه فقال : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك
وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ ولكنها رضي الله عنها لم تفهم
مراده فأخذت تجاذبه الحديث في موضوع آخر فقالت : والله
لكأني بك، لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك[2]. فإما أن تكون غيرة النساء حالت بين ذلك، وإما أنها حاولت أن تخفف وطأة
الألم عليه لأنه أخبرها بأن ما يعانيه من شدة الألم أعظم مما تعانيه هي كما في قوله
: أنا والله يا عائشة وارأساه.. فما كان منه بعد أن استمع إلى مداعبة عائشة إلا أن
تبسم من قولها. وقد صلى النبي بالناس وهو مريض أحد عشر
يوماً، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة أو أربعة عشر يوماً.
* * *
كان الرسول القدوة الحسنة والنموذج الأمثل في التعليمات
والوصايا التي علّم به الأمة، ومن ذلك وصيته للنساء فعندما ثقل به المرض جعل يسأل
أزواجه: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ وكان المراد من سؤاله هذا انتظار يوم عائشة، لأنه كان يحبها أكثر من
غيرها. وهذه المحبة قد عذره الله عليها، ولهذا قال ذات يوم :اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا
أملك[3].
أما العدل بين الزوجات فلم يتهاون به .وكان زوجاته يعرفن محبته لعائشة فأذَنّ له أن يكون حيث شاء، فانتقل إلى
عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه تخط قدماه على الأرض
حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته[4].
كان الرسول إذا اشتكى في أيام صحته نفث على نفسه بالمعوذات
ومسح بيده مكان الألم. فلما اشتكى في وجعه الذي توفي فيه لم يتمكن -بأبي هو وأمي-
من مداوة نفسه. فكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من
رسول الله ، ثم تنفث وتمسح بيده على جسده.إن تخفيف الآلام
والمتاعب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن مقصوراً على نبينا فحسب. بل
كان على سائر المسلمين. ففي ذات ليله عندما سقطت قلادتها وتعذر وجود الماء. وأصبح
رسول الله ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله {فتيمموا صعيداً طيباً}
[النساء: 42]. فكان ذلك من سببها[5].
وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة
في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، ثم أفاق فقال:أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تُحلل
أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس[6]. فأجلسوه في مخضب لحفصة
بنت عمر، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول :حسبكم
حسبكم[7].
لقد حرص نبينا على أن يدلنا على كل خير حتى وهو يصارع آلام
المرض، بأبي هو وأمي. لقد كان بإمكانه أن يقول : أهريقوا عليّ ماء. فيسارع من حوله
بإحضار الماء وصبه عليه. هذا الماء الذي قال الله فيه {وجعلنا من الماء كل شيء حي}
[الأنبياء:30] . ولكن أراد أن ينتفع الناس من بعده، فحدد مواصفات هذا الماء الذي
يخفف الآلام. أولاً أنها سبع قرب تبركاً بهذا العدد كما في أحاديث الاستشفاء.
ثانياً أن تلك القرب لم تُحلل أوكيتهن أي لا تذهب بركته بسبب توزيعه كما في حديث
"يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : فلعلكم تفترقون قالوا : نعم. قال فاجتمعوا
على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه"[8]. وثالثاً كما في رواية أخرى من
آبار شتى[9] أي من مصادر متعدد وليست من مصدر واحد.وبعد
ذلك أحس بخفة ونشاط، فدخل المسجد -وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس
-والناس مجتمعون حوله- فقال :لعنة الله على اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[10].
* * *
وفي ذات يوم من أيام مرض رسول الله كان جماعة من الأنصار قد
جلسوا يذكرون مجلس رسول الله منهم ويبكون، فمر عليهم أبو بكر والعباس بن عبد
المطلب رضي الله عنهما، فقالا : ما يبكيكم؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي منا. فدخل
أبو بكر على رسول الله فأخبره.وكان رسول الله يحب
الأنصار، فهم الذين آووه ونصروه، وقدموا ما يملكون من مال وأنفس إلى الله. فلما سمع
مقالة أبي بكر في الأنصار تناول حاشية برد وعصب بها رأسه، ثم تحامل على جسده المثقل
بالمرض وخرج إلى الناس وصعد المنبر، وكان صعوده الأخير، فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال :أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي[11]، وقد قضوا
الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم[12].
وبينما رسول الله ينصح أمته ويدلهم على الخير ويحذرهم عن
الشر، بدأ يخبرهم عن قُرب وفاته، فكان مما قال :إن عبداً
خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده.
فلما سمع أبو بكر هذه المقولة أغرورقت عيناه من الدمع
وأجهش بالبكاء ثم قال :فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
فتعجب الصحابة من مقولة أبي بكر، إذ عبّر عن ذلك أبي سعيد
الخدري حيث قال في نفسه :ما يُبكي هذا الشيخ، إن يكن الله
خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟.ومع مرور الأيام عرف أبو سعيد الخدري الحكمة من بكاء أبي بكر إذ قال :
فكان رسول الله هو العبد، وكان أبو بكر
أعلمنا[13].فما كاد أبو بكر أن ينتهي من كلامه حتى بادره
رسول الله قائلاً :على رسلك يا أبا بكر.ثم أشار إلى أصحابه وقال :انظروا هذه الأبواب
اللافظة في المسجد، فسدوها إلا بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة
عندي يدا منه[14].وإني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً
لاتخذت أبا بكر خليلاً،ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا
عنده[15].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سنتكلم اليوم عن وفاة الرسول علية الصلاة والسلام
فهرس الموضوع
1_ حجة الوداع
2_ دنو الاجل
3_ اشتداد المرض
4 _يوم الوفاة
5_ بعد الوفاة
بسم الله نبدا
1_ حجة الوداع
في اليوم التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة
للهجرة النبوية، وقف نبي الهدى في بطن الوادي وهو على ناقته القصواء،
وحوله أربعين ألفاً من الصحابة[1]، ما بين راكب وواقف حتى بلغوا مد البصر،
وفيهم ربيعة بن أمية بن خلف[2] الذي كان يصرخ في الناس بقول رسول الله .
فكانت هذه الخطبة البليغة التي افتتحها بقرب أجله :
أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بـهذا الموقف أبداً.
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا،
في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع،
ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث،
وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً
أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب،فإنه موضوع كله.
فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة
الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً
تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن
بالمعروف.
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله.
وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس اللهم اشهد .. اللهم اشهد .. اللهم اشهد.
وبعد أن فرغ النبي من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى:
{اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة:3] .
وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان[3].
بهذه الخطبة البليغة قرر رسول الله قواعد
الإسلام، وهدم قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي
اتفقت الملل على تحريمها، وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور
الجاهلية تحت قدميه، وأوصاهم بالنساء خيراً، وبشر الأمة بأنها لن تضل
أبداً ما دامت معتصمة بكتاب الله. ثم أخبرهم بأنه مسؤول عنهم عند ربهم، بل
واستنطقهم فقالوا بلسان واحد: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت[4].
* * *
وخطب النبي يوم النحر -عاشر ذي الحجة- حين ارتفع الضحى، وهو على بغلة شهباء، والناس بين قائم وقاعد.
وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، ثم زاد عليها :
أيها الناس {إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به
الذين كفروا يُحلونه عاماً ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله
فيُحلوا ما حرم الله} [التوبة:37] .
الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض،
السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة
والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
كانت قبيلة مضر إحدى القبائل العربية التي تحافظ
على حرمة شهر رجب أشد من سائر العرب، ولكن هذه المحافظة ليست لله وحده،
وإنما هي عادة توارثوها عن آبائهم، فنالوا بذلك حظ الدنيا، حيث أُضيف
لقبهم إلى شهر رجب، بينما القبائل الأخرى لا تستحله ولكنهم يتحايلون على
توقيته.
واستمر الرسول في خطبته هذه قائلاً :
أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أي بلد
هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:
أليست البلدة؟ قلنا: بلى. فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى
ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى قال: فإن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في
شهركم هذا.
"وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع[5].
لقد اكتمل الدين وأتم الله الشريعة الخالدة. حتى
الآداب التي تعلمها الصحابة من نبيهم قد بلغت قمتها، فقد كانوا قبل ذلك
يقدموا بين يدي الله ورسوله حتى أنزل الله فيهم قرآناً {يا أيها الذين
آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} [الحجرات:1] فهاهم اليوم، يوم
اكتمال الدين عندما سألهم نبيهم أي شهر هذا؟ لم يجب أحدٌ منهم وهم يعلمون
أنه الشهر الحرام. بل أجابوا جميعاً إجابة التأدب مع نبيهم :
الله ورسوله أعلم.
ثم كرر عليهم السؤال للمرة الثانية والثالثة، ورغم معرفتهم بالإجابة إلا أنهم أجابوا جميعاً :
الله ورسوله أعلم.
حتى قال :
أليس ذا الحجة؟ .. أليست البلدة؟ .. أليس يوم النحر؟
قلنا: بلى .. بلى .. بلى.
2_ دنو الاجل
وفي شهر صفر من السنة الحادية عشرة خرج النبي إلى أُحد، فصلى
على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف.وفي يوم
التاسع والعشرين من شهر صفر. قال رسول الله لمولاة أبي مويهبة :يا أبا مويهبة، إني قد أُمرت أن استغفر لأهل البقيع، فانطلق معي.
فلما وقفا بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنىء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس
فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من
الأولى.
ثم ألتفت على مولاه وقال : يا أبا
مويهبة، إني قد أُوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك
وبين لقاء ربي والجنة. فما كاد ينتهي من قوله حتى بادره
أبا مويهبة محرضاً له على الدنيا قائلاً :بأبي أنت وأمي،
فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. ولكن
مراد رسول الله من هذا الدنيا لا يزيد عن تبليغ رسالة ربه ثم تركها. فقال رسول
الله :لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي
والجنة[1]. ثم استغفر لأهل البقيع.فلما رجع -وهو في الطريق- أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم
كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.
فلما دخل بيته وجد عائشة رضي الله عنها قد ألم بها وجع في
رأسها وتقول : وارأساه. فقال
لها رسول الله : أنا والله يا عائشة وارأساه.
فحاول الرسول أن يُلمّح لعائشة أن إذا مات أن تقوم
بتغسيله وتكفينه فقال : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك
وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ ولكنها رضي الله عنها لم تفهم
مراده فأخذت تجاذبه الحديث في موضوع آخر فقالت : والله
لكأني بك، لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك[2]. فإما أن تكون غيرة النساء حالت بين ذلك، وإما أنها حاولت أن تخفف وطأة
الألم عليه لأنه أخبرها بأن ما يعانيه من شدة الألم أعظم مما تعانيه هي كما في قوله
: أنا والله يا عائشة وارأساه.. فما كان منه بعد أن استمع إلى مداعبة عائشة إلا أن
تبسم من قولها. وقد صلى النبي بالناس وهو مريض أحد عشر
يوماً، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة أو أربعة عشر يوماً.
* * *
كان الرسول القدوة الحسنة والنموذج الأمثل في التعليمات
والوصايا التي علّم به الأمة، ومن ذلك وصيته للنساء فعندما ثقل به المرض جعل يسأل
أزواجه: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ وكان المراد من سؤاله هذا انتظار يوم عائشة، لأنه كان يحبها أكثر من
غيرها. وهذه المحبة قد عذره الله عليها، ولهذا قال ذات يوم :اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا
أملك[3].
أما العدل بين الزوجات فلم يتهاون به .وكان زوجاته يعرفن محبته لعائشة فأذَنّ له أن يكون حيث شاء، فانتقل إلى
عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه تخط قدماه على الأرض
حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته[4].
كان الرسول إذا اشتكى في أيام صحته نفث على نفسه بالمعوذات
ومسح بيده مكان الألم. فلما اشتكى في وجعه الذي توفي فيه لم يتمكن -بأبي هو وأمي-
من مداوة نفسه. فكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من
رسول الله ، ثم تنفث وتمسح بيده على جسده.إن تخفيف الآلام
والمتاعب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن مقصوراً على نبينا فحسب. بل
كان على سائر المسلمين. ففي ذات ليله عندما سقطت قلادتها وتعذر وجود الماء. وأصبح
رسول الله ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله {فتيمموا صعيداً طيباً}
[النساء: 42]. فكان ذلك من سببها[5].
وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة
في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، ثم أفاق فقال:أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تُحلل
أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس[6]. فأجلسوه في مخضب لحفصة
بنت عمر، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول :حسبكم
حسبكم[7].
لقد حرص نبينا على أن يدلنا على كل خير حتى وهو يصارع آلام
المرض، بأبي هو وأمي. لقد كان بإمكانه أن يقول : أهريقوا عليّ ماء. فيسارع من حوله
بإحضار الماء وصبه عليه. هذا الماء الذي قال الله فيه {وجعلنا من الماء كل شيء حي}
[الأنبياء:30] . ولكن أراد أن ينتفع الناس من بعده، فحدد مواصفات هذا الماء الذي
يخفف الآلام. أولاً أنها سبع قرب تبركاً بهذا العدد كما في أحاديث الاستشفاء.
ثانياً أن تلك القرب لم تُحلل أوكيتهن أي لا تذهب بركته بسبب توزيعه كما في حديث
"يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : فلعلكم تفترقون قالوا : نعم. قال فاجتمعوا
على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه"[8]. وثالثاً كما في رواية أخرى من
آبار شتى[9] أي من مصادر متعدد وليست من مصدر واحد.وبعد
ذلك أحس بخفة ونشاط، فدخل المسجد -وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس
-والناس مجتمعون حوله- فقال :لعنة الله على اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[10].
* * *
وفي ذات يوم من أيام مرض رسول الله كان جماعة من الأنصار قد
جلسوا يذكرون مجلس رسول الله منهم ويبكون، فمر عليهم أبو بكر والعباس بن عبد
المطلب رضي الله عنهما، فقالا : ما يبكيكم؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي منا. فدخل
أبو بكر على رسول الله فأخبره.وكان رسول الله يحب
الأنصار، فهم الذين آووه ونصروه، وقدموا ما يملكون من مال وأنفس إلى الله. فلما سمع
مقالة أبي بكر في الأنصار تناول حاشية برد وعصب بها رأسه، ثم تحامل على جسده المثقل
بالمرض وخرج إلى الناس وصعد المنبر، وكان صعوده الأخير، فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال :أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي[11]، وقد قضوا
الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم[12].
وبينما رسول الله ينصح أمته ويدلهم على الخير ويحذرهم عن
الشر، بدأ يخبرهم عن قُرب وفاته، فكان مما قال :إن عبداً
خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده.
فلما سمع أبو بكر هذه المقولة أغرورقت عيناه من الدمع
وأجهش بالبكاء ثم قال :فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
فتعجب الصحابة من مقولة أبي بكر، إذ عبّر عن ذلك أبي سعيد
الخدري حيث قال في نفسه :ما يُبكي هذا الشيخ، إن يكن الله
خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟.ومع مرور الأيام عرف أبو سعيد الخدري الحكمة من بكاء أبي بكر إذ قال :
فكان رسول الله هو العبد، وكان أبو بكر
أعلمنا[13].فما كاد أبو بكر أن ينتهي من كلامه حتى بادره
رسول الله قائلاً :على رسلك يا أبا بكر.ثم أشار إلى أصحابه وقال :انظروا هذه الأبواب
اللافظة في المسجد، فسدوها إلا بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة
عندي يدا منه[14].وإني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً
لاتخذت أبا بكر خليلاً،ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا
عنده[15].
- الحنينعضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 231
عدد الرسائل : 180
العمر : 31
العمل/الترفيه : الانترنت
الموقع : منتديات الربح من الانترنت
المؤهلات : شهادة اعدادية
تاريخ التسجيل : 01/05/2009
الشعبيه : 3
رد: وفاة الرسول ( صى الله علية وسلم )
الثلاثاء مايو 05, 2009 10:40 am
3_ اشتدادالمرض
وفي يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام، اشتد برسول الله
الوجع. وكان ابن عباس يبكي عندما يذكر يوم الخميس ويقول : يوم الخميس، وما يوم
الخميس اشتد برسول الله وجعه. فقال :هلموا أكتب لكم
كتاباً لن تضلوا بعده. وفي البيت رجال فيهم عمر فقال عمر:
قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله.
فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب
لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول
الله : قوموا عني[1].
لقد اتضح حدوث اللغط والاختلاف في الأمة إلى قيام الساعة،
فمنهم من يرى الأخذ بالرخصة -كما فعل عمر عندما رأى الوجع على رسول الله - حتى لا
يُحملوا الأمة ما لا تُطيق. ومنهم من يرى الأخذ بالعزيمة حتى ولو غلب الوجع على
الأمة.
وأوصى ذلك اليوم بثلاث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت
أجيزهم. وسكت عن الثالثة، أونسيها[2].
والنبي مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع
صلواته حتى ذلك اليوم -يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك
اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا[3].
وبينما الرسول راقداً عند عائشة إذا بصوت بلال ينادي لصلاة
العشاء : الله أكبر الله أكبر .. فلما انتهى الأذان ألتفت إلى عائشة رضي الله عنها
وقال : ضعوا لي ماء في المخضب. قالت عائشة : ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال:
أصلى الناس؟فأجاب من كان عنده
:لا يارسول الله، وهم ينتظرونك.فكرر الرسول :ضعوا لي ماء في
المخضب.ففعلوا للمرة الثانية والثالثة وفي كل مرة يغتسل
ثم يغمى عليه حينما يريد أن ينوء. فلم يتمكن حتى قال:مروا أبا بكر فليصل بالناس. فلما علمت عائشة
رضي الله عنها أن أباها سوف يخلف رسول الله في الصلاة، خشيت أن يتشاءم الناس من أبي
بكر، فحاولت مراجعته عدة مرات، لعله يعدل. وهذا ما صرحت به لاحقا. لكن رسول الله
أصر أن يكون خليفته في الصلاة أبي بكر، فأعاد قائلاً :مروا أبا بكر فليصل بالناس.فلما رأت أم
المؤمنين أن لا مناص من ذلك. اتخذت لذلك عذرا لعله يكون مناسب ليعدل الرسول عن أبي
بكر. فأوعزت إلى حفصه أن تقول له: يا رسول الله إن أبا
بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.فلم يجد إلا أن يصفهن قائلاً: مة، إنكن
لأنتن صواحب يوسف.ثم اعاد كلمته الأولى:مروا أبا بكر فليصل بالناس[4].
وكان عبد الله بن زمعة بن الأسود -أخ سودة بنت زمعة إحدى
أمهات المؤمنين- في بيت رسول الله، فعندما خرج إلى الصلاة دعاه بلال إلى الصلاة
وقال : مروا من يصلي بالناس.وكان أبوبكر غائباً، فلم يجد عبد الله إلا أن قال لعمر :قم يا عمر فصلّ بالناس.فلما كبر، سمع رسول
الله صوت عمر، وكان صوت عمر مجهراً، فقال رسول الله :فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك
والمسلمون.يأبى الله ذلك والمسلمون[5].
وفي يوم الأحد وجد النبي من نفسه خفة، فخرج لصلاة الظهر
يتهادى بين رجلين ورِجلاه تخطان في الأرض، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر
ذهب ليتأخر، فأوما إليه بأن لا يتأخر، قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي
بكر، فكان الرسول يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً، وكان أبو بكر يقتدي بصلاة
رسول الله ، ويقتدي بالناس بصلاة أبي بكر.
لقد بدأت طلائع توديع الرسول للحياة منذ وقت مبكر. فعندما
بعث معاذ إلى اليمن قال له :يا معاذ، إنك عسى أن لا
تلقاني بعد عامي هذا[6].
وفي حجة الوداع في يوم عرفة قال :أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
بهذا الموقف أبداً. وقال وهو عند جمرة العقبة:
خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي
هذا.ونزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف
أنه الوداع، وأنه نُعيت إليه نفسه.
يوم الوفاة _4
وفي يوم الإثنين وبينما الصحابة في صلاة الفجر وأبو بكر يصلي
بهم، أراد أن يطمئن إلى حالهم في الصلاة خلف إمامهم، وأن تقر عينه برؤيتهم في صفوف
منتظمة قبل أن يفارقهم، فتحامل على نفسه حتى وقف على قدميه، ومد يده إلى السترة
ليرفعها ويرى الناس.
وبينما المسلمون على تلك الحال من الخشوع والانتظام؛ إذا
بالستر من حجرة عائشة ينكشف أمامهم ويظهر لهم وجه رسول الله تعلوه ابتسامة مشرقة.
فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم فرحاً برسولهم الذي تخلف عنهم ثلاثة فروض، وقد عبر
أنس بن مالك رضي الله عنه بهذا المشهد حين قال:وهمّ
المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله فأشار إليهم بيده رسول الله أن
أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر[1].
ومما قاله أنس أيضاً :وما رأيت رسول
الله أحسن هيئة منه تلك الساعة[2].فنكص أبو بكر على
عقبيه، ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فلما اطمأن على حال
المسلمين وهم خلف إمامهم في صفوف منتظمة تبسم تبسم الرضى وضحك مسروراً، ثم أشار
إليهم بيده أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة وأرخى الستر.
ولما ارتفع الضحى، دعا النبي فاطمة رضي الله عنها، فلما جاءت
ورأت أباها ممتداً على الأرض لم تتمكن قواه أن تحمله. وكان من عادته إذا رأى فاطمة
هب واقفاً وقبل ما بين عينيها ثم أجلسها مكانه. لكنه في هذا المرة اكتفى بإرسال
نضرة إليها. فلما رأته على تلك الحال انكبت عليه تقبله وقد تساقطت الدموع من على
خدها وهي تقول:واكرب أباه. فأخذ
عليه السلام يلاطفها ويخفف من وطأتها وهو يقول:ليس على
أبيك كرب بعد اليوم[3].وبينما يتحدث إلى فاطمة ويسارها
بشئ إذا بها تبكي. فلم تلبث حتى دعاها وسارها مرة أخرى فضحكت. فلما سألتها عائشة
فيما بعد عن هذا التحول السريع من البكاء إلى الفرح أجابت:سارني النبي أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت. ثم سارني
فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت[4].ودعا الحسن والحسين
فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهنّ وذكرهنّ.
ودخل عليه أسامة بن زيد، فلما رأه رسول الله جعل يرفع يده
إلى السماء ثم يضعها عليه، فعرف أسامة أنه يدعو له.[5]
فلما انتهى من موعظة زوجاته ووصيته بالحسن والحسين؛ اشتد
عليه المرض، وظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حيث أوقف الله جلت قدرته أثر السم خلال
تلك السنين حتى يُبلغ النبي دعوته ويكمل الدين. فلما حان يوم وفاته أمر الله السم
أن يُحدث أثره وعلى الأبهر أن ينقطع حتى قال عليه الصلاة السلام: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت
انقطاع أبهري[6] من ذلك السم[7].ولم يكتف بمشهد الصحابة
في الصلاة بل أكد على أهمية الصلاة حتى آخر وصية في حياته حيث قال:الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة
الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت
أيمانكم[8].
كان الرسول مستنداً على عائشة، وكانت عائشة تفتخر بهذا
النعمة التي منّ الله بها عليها فكانت تقول:إن من نعم
الله عليّ أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري[9]. فدخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده السواك. فلما رأت عائشة
السواك بيده. ألتفت إلى رسول الله فرأته يرمق أخاها بنظراته. فعرفت أنه يحب
السواك. وكانت رضي الله عنها أعرف نساءه بأحواله حتى من خلال نظراته وهذا ما جعله
يطمئن إليها ويقضي بقية أيامه عندها. حتى جعل الله وفاته في يوم عائشة . فقالت
لرسول الله :آخذه لك؟فأشار
برأسه أن نعم. فأخذت السواك من أخيها ثم أعطتها لرسول
الله فاشتد عليه. فقالت:ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم.فلينته، فاخذ يستن، وبين
يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول:لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.ثم نصب يده
فجعل يقول :في الرفيق الأعلى[10].
فأخذت عائشة تمعن النظر إليه وهو يستن بها كأحسن ما كان
مستناً. وبينما هو كذلك إذا ببصره يشخص نحو السقف، وشفتاه تتحرك. فأصغت عائشة إليه
فإذا هو يقول:مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى. اللهم الرفيق
الأعلى[11].ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا
إليه راجعون.مات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً
من شعير[12].
وفي يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام، اشتد برسول الله
الوجع. وكان ابن عباس يبكي عندما يذكر يوم الخميس ويقول : يوم الخميس، وما يوم
الخميس اشتد برسول الله وجعه. فقال :هلموا أكتب لكم
كتاباً لن تضلوا بعده. وفي البيت رجال فيهم عمر فقال عمر:
قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله.
فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب
لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول
الله : قوموا عني[1].
لقد اتضح حدوث اللغط والاختلاف في الأمة إلى قيام الساعة،
فمنهم من يرى الأخذ بالرخصة -كما فعل عمر عندما رأى الوجع على رسول الله - حتى لا
يُحملوا الأمة ما لا تُطيق. ومنهم من يرى الأخذ بالعزيمة حتى ولو غلب الوجع على
الأمة.
وأوصى ذلك اليوم بثلاث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت
أجيزهم. وسكت عن الثالثة، أونسيها[2].
والنبي مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع
صلواته حتى ذلك اليوم -يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك
اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا[3].
وبينما الرسول راقداً عند عائشة إذا بصوت بلال ينادي لصلاة
العشاء : الله أكبر الله أكبر .. فلما انتهى الأذان ألتفت إلى عائشة رضي الله عنها
وقال : ضعوا لي ماء في المخضب. قالت عائشة : ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال:
أصلى الناس؟فأجاب من كان عنده
:لا يارسول الله، وهم ينتظرونك.فكرر الرسول :ضعوا لي ماء في
المخضب.ففعلوا للمرة الثانية والثالثة وفي كل مرة يغتسل
ثم يغمى عليه حينما يريد أن ينوء. فلم يتمكن حتى قال:مروا أبا بكر فليصل بالناس. فلما علمت عائشة
رضي الله عنها أن أباها سوف يخلف رسول الله في الصلاة، خشيت أن يتشاءم الناس من أبي
بكر، فحاولت مراجعته عدة مرات، لعله يعدل. وهذا ما صرحت به لاحقا. لكن رسول الله
أصر أن يكون خليفته في الصلاة أبي بكر، فأعاد قائلاً :مروا أبا بكر فليصل بالناس.فلما رأت أم
المؤمنين أن لا مناص من ذلك. اتخذت لذلك عذرا لعله يكون مناسب ليعدل الرسول عن أبي
بكر. فأوعزت إلى حفصه أن تقول له: يا رسول الله إن أبا
بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.فلم يجد إلا أن يصفهن قائلاً: مة، إنكن
لأنتن صواحب يوسف.ثم اعاد كلمته الأولى:مروا أبا بكر فليصل بالناس[4].
وكان عبد الله بن زمعة بن الأسود -أخ سودة بنت زمعة إحدى
أمهات المؤمنين- في بيت رسول الله، فعندما خرج إلى الصلاة دعاه بلال إلى الصلاة
وقال : مروا من يصلي بالناس.وكان أبوبكر غائباً، فلم يجد عبد الله إلا أن قال لعمر :قم يا عمر فصلّ بالناس.فلما كبر، سمع رسول
الله صوت عمر، وكان صوت عمر مجهراً، فقال رسول الله :فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك
والمسلمون.يأبى الله ذلك والمسلمون[5].
وفي يوم الأحد وجد النبي من نفسه خفة، فخرج لصلاة الظهر
يتهادى بين رجلين ورِجلاه تخطان في الأرض، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر
ذهب ليتأخر، فأوما إليه بأن لا يتأخر، قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي
بكر، فكان الرسول يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً، وكان أبو بكر يقتدي بصلاة
رسول الله ، ويقتدي بالناس بصلاة أبي بكر.
لقد بدأت طلائع توديع الرسول للحياة منذ وقت مبكر. فعندما
بعث معاذ إلى اليمن قال له :يا معاذ، إنك عسى أن لا
تلقاني بعد عامي هذا[6].
وفي حجة الوداع في يوم عرفة قال :أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
بهذا الموقف أبداً. وقال وهو عند جمرة العقبة:
خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي
هذا.ونزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف
أنه الوداع، وأنه نُعيت إليه نفسه.
يوم الوفاة _4
وفي يوم الإثنين وبينما الصحابة في صلاة الفجر وأبو بكر يصلي
بهم، أراد أن يطمئن إلى حالهم في الصلاة خلف إمامهم، وأن تقر عينه برؤيتهم في صفوف
منتظمة قبل أن يفارقهم، فتحامل على نفسه حتى وقف على قدميه، ومد يده إلى السترة
ليرفعها ويرى الناس.
وبينما المسلمون على تلك الحال من الخشوع والانتظام؛ إذا
بالستر من حجرة عائشة ينكشف أمامهم ويظهر لهم وجه رسول الله تعلوه ابتسامة مشرقة.
فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم فرحاً برسولهم الذي تخلف عنهم ثلاثة فروض، وقد عبر
أنس بن مالك رضي الله عنه بهذا المشهد حين قال:وهمّ
المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله فأشار إليهم بيده رسول الله أن
أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر[1].
ومما قاله أنس أيضاً :وما رأيت رسول
الله أحسن هيئة منه تلك الساعة[2].فنكص أبو بكر على
عقبيه، ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فلما اطمأن على حال
المسلمين وهم خلف إمامهم في صفوف منتظمة تبسم تبسم الرضى وضحك مسروراً، ثم أشار
إليهم بيده أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة وأرخى الستر.
ولما ارتفع الضحى، دعا النبي فاطمة رضي الله عنها، فلما جاءت
ورأت أباها ممتداً على الأرض لم تتمكن قواه أن تحمله. وكان من عادته إذا رأى فاطمة
هب واقفاً وقبل ما بين عينيها ثم أجلسها مكانه. لكنه في هذا المرة اكتفى بإرسال
نضرة إليها. فلما رأته على تلك الحال انكبت عليه تقبله وقد تساقطت الدموع من على
خدها وهي تقول:واكرب أباه. فأخذ
عليه السلام يلاطفها ويخفف من وطأتها وهو يقول:ليس على
أبيك كرب بعد اليوم[3].وبينما يتحدث إلى فاطمة ويسارها
بشئ إذا بها تبكي. فلم تلبث حتى دعاها وسارها مرة أخرى فضحكت. فلما سألتها عائشة
فيما بعد عن هذا التحول السريع من البكاء إلى الفرح أجابت:سارني النبي أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت. ثم سارني
فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت[4].ودعا الحسن والحسين
فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهنّ وذكرهنّ.
ودخل عليه أسامة بن زيد، فلما رأه رسول الله جعل يرفع يده
إلى السماء ثم يضعها عليه، فعرف أسامة أنه يدعو له.[5]
فلما انتهى من موعظة زوجاته ووصيته بالحسن والحسين؛ اشتد
عليه المرض، وظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حيث أوقف الله جلت قدرته أثر السم خلال
تلك السنين حتى يُبلغ النبي دعوته ويكمل الدين. فلما حان يوم وفاته أمر الله السم
أن يُحدث أثره وعلى الأبهر أن ينقطع حتى قال عليه الصلاة السلام: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت
انقطاع أبهري[6] من ذلك السم[7].ولم يكتف بمشهد الصحابة
في الصلاة بل أكد على أهمية الصلاة حتى آخر وصية في حياته حيث قال:الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة
الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت
أيمانكم[8].
كان الرسول مستنداً على عائشة، وكانت عائشة تفتخر بهذا
النعمة التي منّ الله بها عليها فكانت تقول:إن من نعم
الله عليّ أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري[9]. فدخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده السواك. فلما رأت عائشة
السواك بيده. ألتفت إلى رسول الله فرأته يرمق أخاها بنظراته. فعرفت أنه يحب
السواك. وكانت رضي الله عنها أعرف نساءه بأحواله حتى من خلال نظراته وهذا ما جعله
يطمئن إليها ويقضي بقية أيامه عندها. حتى جعل الله وفاته في يوم عائشة . فقالت
لرسول الله :آخذه لك؟فأشار
برأسه أن نعم. فأخذت السواك من أخيها ثم أعطتها لرسول
الله فاشتد عليه. فقالت:ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم.فلينته، فاخذ يستن، وبين
يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول:لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.ثم نصب يده
فجعل يقول :في الرفيق الأعلى[10].
فأخذت عائشة تمعن النظر إليه وهو يستن بها كأحسن ما كان
مستناً. وبينما هو كذلك إذا ببصره يشخص نحو السقف، وشفتاه تتحرك. فأصغت عائشة إليه
فإذا هو يقول:مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى. اللهم الرفيق
الأعلى[11].ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا
إليه راجعون.مات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً
من شعير[12].
- الحنينعضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 231
عدد الرسائل : 180
العمر : 31
العمل/الترفيه : الانترنت
الموقع : منتديات الربح من الانترنت
المؤهلات : شهادة اعدادية
تاريخ التسجيل : 01/05/2009
الشعبيه : 3
رد: وفاة الرسول ( صى الله علية وسلم )
الثلاثاء مايو 05, 2009 10:41 am
5_ بعد الوفاة
تسرب خبر وفاة رسول الله في أرجاء المدينة، وأظلمت نواحيها،
وتذكر أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الهجرة يوم دخول رسول الله إلى المدينة،
وقارنه بهذا اليوم الذي مات فيه، فقال:ما رأيت يوماً قط
كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا
أظلم من يوم مات فيه رسول الله [1].
ولما علمت فاطمة بوفاة أبيها قالت:يا أبتاه، أجاب رباً دعاه .. يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه .. يا
أبتاه، إلى جبريل ننعاه[2].
أما عمر بن الخطاب لما بلغه الخبر أخذ يتوعد ويقول:
إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي،
وإنه ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران وقد غاب عن قومه أربعين
ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى
فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله مات[3]. لقد كان هذا التصرف من عمر راجعاً إلى اجتهاد منه رضي الله عنه كما قال
في اليوم الذي يليه : أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت، وإني
والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله و لا في عهد عهده إلى رسول
الله ، ولكنني كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا[4].
أما أبا بكر فقد كان غائباً عند زوجة له في موضع قريباً من
المدينة يدعى "السنح"، وكان قد استأذن رسول الله بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين
عندما بدأ له الرسول في صحة جيدة، فقال :
يا نبي الله. إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب،
واليوم يوم بنت خارجة (زوجته)، أفأتيها؟ فأذن له
قائلاً:نعم. وبينما أبو بكر في
موضعه بالسنح، إذا بسالم بن عبيد يأتيه مسرعاً فزعاً يجهش بالبكاء. فتفرس أبو بكر
هيئته ثم قال:لعل نبي الله توفي؟فلم يستطيع سالماً أن يُصرّح بالإجابة واكتفى بقوله:إن عمر بن الخطاب قال: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي
هذا.فما أن بلغ الخبر أبي بكر أخذ بيد سالم وانطلق مسرعاً
ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية
البيت عليه برد، فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه حتى كاد يمس وجهه، حتى استبان
أنه توفي فقبله وبكى، ثم قال:بأبي أنت وأمي، ، أما الموتة
التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً[5]. ثم رد الثوب على وجهة. فقال الذين من حوله:
يا صاحب رسول الله. أتوفي رسول الله؟فأجاب الصديق بقوله : نعم. قالوا: هل يصلى عليه؟ نعم يجئ نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس.
فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا
صاحب رسول الله، أين يدفن؟ حيث قبض الله روحه، فإنه لم
يقبضه إلا في موضع طيب، فعرفوا أنه كما قال.وأقبل أبو بكر
حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ثم خرج وعمر يكلم الناس. فأشار بيده إلى عمر
قائلاً:على رسلك يا عمر فأنصت. فأبى عمر رضي الله عنه إلا أن يسترسل في الكلام والوعيد. فلما رآه أبو
بكر لا ينصت أقبل على الناس يكلمهم، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا
عمر.
كانت جموع الناس تعبر إلى أبي بكر. وكانت العيون كلها متجهة
إليه كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: {وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}. [آل عمران: 144].فلما سمع الناس تلك المقولة العظيمة، والآية الكريمة، استعادوا ذاكرتهم
إلى الوراء وتذكروا وقت نزولها على رسول الله وكأنهم يسمعونها لأول مرة فأخذوا
يرددونها في أفواههم.
أما عمر بن الخطاب فقد بقي واقفاً في مكانه .. حاول أن يكمل
وقوفه على الأرض إلا أنه لم يشعر بالقوة الكافية ليفعل فقال في نفسه : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقِرتُ حتى ما تقلني رجلاي
وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي قد مات[6].لقد بقيت جنازة الرسول حتى يوم الثلاثاء. لانشغال الصحابة عنها حتى
اختيار أبا بكر خليفة عليهم، لأن أمر الخلافة من الأمور التي لا تقبل التأجيل أو
التعطيل مهما كلف الثمن. إذ كيف يبقى المسلمون بدون حاكم يسوس قضاياهم.
فلما كان يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله من غير أن يجردوه
من ثيابه، قالت عائشة : لما
أرادوا غسل النبي قالوا : ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله
وعليه ثيابه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في
صدره فكلمهم مكلمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن غسلوا رسول الله وعليه
ثيابه، فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكون بالقميص دون أيديهم.
عندئذ تذكرت عائشة رضي الله عنها مراد رسول الله من قوله
: ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك
ودفنتك؟ فقالت رضي الله عنها : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه[7].
وقد شارك في غسله العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب،
والفضل وقثم ابنى العباس، وشقران مولى رسول الله ، وأسامة بن زيد، وأوس بن خولي.
فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلي يغسله، وأوس
أسنده إلى صدره[8]. ثم كفنوه في ثلاثة أثواب. أدرجوه
فيها إدراجاً.واختلفوا في موضع دفنه، فما من خلاف حدث
بينهم إلا حرصاً منهم تنفيذ تعاليم نبيهم. فقال أبو بكر:إني سمعت رسول الله يقول: ما قُبض نبي إلا دفن حيث يقبض، فرفع فراشه
الذي توفي عليه، فحفر تحته.
ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله ، وكان أبو عبيدة بن الجراح
يُضّرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، فكان
يلحد، فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح، وللآخر اذهب
إلى أبي طلحة. اللهم خِر لرسول الله ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد
لرسول الله [9].
يا سبحان الله لقد قدر الله أن يكون قبره موافقاً لقبور
الأنصار كما كانت حياته موافقه لاختيار الأنصار. فالأنصار الذين بايعوا رسول الله
في بيعة العقبة الثانية وطلبوا أن يكون الرسول معهم بعد أن يُظهره الله كما قال أبو
الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال (يعني اليهود) حبالاً، وإنا
قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم
رسول الله ، ثم قال: بل الدم بالدم والهدم بالهدم أنا
منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم[10].
وقد أكّد لهم رسول الله وقوفه معهم بعد عزوة حنين عندما أعطى
الغنائم للمهاجرين وترك الأنصار حتى كثر منهم القالة، فجمعهم ووضح لهم الحكمة من
التقسيم ثم ختم قوله :لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو
شعباً لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار[11].
ودخل الناس الحجرة أرسالاً عشرة فعشرة، يصلون على رسول الله
ولا يؤمهم أحد، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الإنصار، وصلت عليه
النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول
الله أحد[12].
وبينما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جالسة مع النساء في
ليلة الإربعاء؛ إذا بصوت المساحي تعلو في جوف الليل فعلمن بدفن النبي .فلما دُفن رسول الله قالت فاطمة لأنس بن مالك :يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب[13].
النهاية فى حفظ الله
تسرب خبر وفاة رسول الله في أرجاء المدينة، وأظلمت نواحيها،
وتذكر أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الهجرة يوم دخول رسول الله إلى المدينة،
وقارنه بهذا اليوم الذي مات فيه، فقال:ما رأيت يوماً قط
كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا
أظلم من يوم مات فيه رسول الله [1].
ولما علمت فاطمة بوفاة أبيها قالت:يا أبتاه، أجاب رباً دعاه .. يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه .. يا
أبتاه، إلى جبريل ننعاه[2].
أما عمر بن الخطاب لما بلغه الخبر أخذ يتوعد ويقول:
إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي،
وإنه ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران وقد غاب عن قومه أربعين
ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى
فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله مات[3]. لقد كان هذا التصرف من عمر راجعاً إلى اجتهاد منه رضي الله عنه كما قال
في اليوم الذي يليه : أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت، وإني
والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله و لا في عهد عهده إلى رسول
الله ، ولكنني كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا[4].
أما أبا بكر فقد كان غائباً عند زوجة له في موضع قريباً من
المدينة يدعى "السنح"، وكان قد استأذن رسول الله بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين
عندما بدأ له الرسول في صحة جيدة، فقال :
يا نبي الله. إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب،
واليوم يوم بنت خارجة (زوجته)، أفأتيها؟ فأذن له
قائلاً:نعم. وبينما أبو بكر في
موضعه بالسنح، إذا بسالم بن عبيد يأتيه مسرعاً فزعاً يجهش بالبكاء. فتفرس أبو بكر
هيئته ثم قال:لعل نبي الله توفي؟فلم يستطيع سالماً أن يُصرّح بالإجابة واكتفى بقوله:إن عمر بن الخطاب قال: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي
هذا.فما أن بلغ الخبر أبي بكر أخذ بيد سالم وانطلق مسرعاً
ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية
البيت عليه برد، فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه حتى كاد يمس وجهه، حتى استبان
أنه توفي فقبله وبكى، ثم قال:بأبي أنت وأمي، ، أما الموتة
التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً[5]. ثم رد الثوب على وجهة. فقال الذين من حوله:
يا صاحب رسول الله. أتوفي رسول الله؟فأجاب الصديق بقوله : نعم. قالوا: هل يصلى عليه؟ نعم يجئ نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس.
فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا
صاحب رسول الله، أين يدفن؟ حيث قبض الله روحه، فإنه لم
يقبضه إلا في موضع طيب، فعرفوا أنه كما قال.وأقبل أبو بكر
حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ثم خرج وعمر يكلم الناس. فأشار بيده إلى عمر
قائلاً:على رسلك يا عمر فأنصت. فأبى عمر رضي الله عنه إلا أن يسترسل في الكلام والوعيد. فلما رآه أبو
بكر لا ينصت أقبل على الناس يكلمهم، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا
عمر.
كانت جموع الناس تعبر إلى أبي بكر. وكانت العيون كلها متجهة
إليه كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات،
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: {وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}. [آل عمران: 144].فلما سمع الناس تلك المقولة العظيمة، والآية الكريمة، استعادوا ذاكرتهم
إلى الوراء وتذكروا وقت نزولها على رسول الله وكأنهم يسمعونها لأول مرة فأخذوا
يرددونها في أفواههم.
أما عمر بن الخطاب فقد بقي واقفاً في مكانه .. حاول أن يكمل
وقوفه على الأرض إلا أنه لم يشعر بالقوة الكافية ليفعل فقال في نفسه : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقِرتُ حتى ما تقلني رجلاي
وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي قد مات[6].لقد بقيت جنازة الرسول حتى يوم الثلاثاء. لانشغال الصحابة عنها حتى
اختيار أبا بكر خليفة عليهم، لأن أمر الخلافة من الأمور التي لا تقبل التأجيل أو
التعطيل مهما كلف الثمن. إذ كيف يبقى المسلمون بدون حاكم يسوس قضاياهم.
فلما كان يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله من غير أن يجردوه
من ثيابه، قالت عائشة : لما
أرادوا غسل النبي قالوا : ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله
وعليه ثيابه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في
صدره فكلمهم مكلمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن غسلوا رسول الله وعليه
ثيابه، فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكون بالقميص دون أيديهم.
عندئذ تذكرت عائشة رضي الله عنها مراد رسول الله من قوله
: ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك
ودفنتك؟ فقالت رضي الله عنها : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه[7].
وقد شارك في غسله العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب،
والفضل وقثم ابنى العباس، وشقران مولى رسول الله ، وأسامة بن زيد، وأوس بن خولي.
فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلي يغسله، وأوس
أسنده إلى صدره[8]. ثم كفنوه في ثلاثة أثواب. أدرجوه
فيها إدراجاً.واختلفوا في موضع دفنه، فما من خلاف حدث
بينهم إلا حرصاً منهم تنفيذ تعاليم نبيهم. فقال أبو بكر:إني سمعت رسول الله يقول: ما قُبض نبي إلا دفن حيث يقبض، فرفع فراشه
الذي توفي عليه، فحفر تحته.
ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله ، وكان أبو عبيدة بن الجراح
يُضّرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، فكان
يلحد، فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح، وللآخر اذهب
إلى أبي طلحة. اللهم خِر لرسول الله ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد
لرسول الله [9].
يا سبحان الله لقد قدر الله أن يكون قبره موافقاً لقبور
الأنصار كما كانت حياته موافقه لاختيار الأنصار. فالأنصار الذين بايعوا رسول الله
في بيعة العقبة الثانية وطلبوا أن يكون الرسول معهم بعد أن يُظهره الله كما قال أبو
الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال (يعني اليهود) حبالاً، وإنا
قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم
رسول الله ، ثم قال: بل الدم بالدم والهدم بالهدم أنا
منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم[10].
وقد أكّد لهم رسول الله وقوفه معهم بعد عزوة حنين عندما أعطى
الغنائم للمهاجرين وترك الأنصار حتى كثر منهم القالة، فجمعهم ووضح لهم الحكمة من
التقسيم ثم ختم قوله :لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو
شعباً لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار[11].
ودخل الناس الحجرة أرسالاً عشرة فعشرة، يصلون على رسول الله
ولا يؤمهم أحد، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الإنصار، وصلت عليه
النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول
الله أحد[12].
وبينما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جالسة مع النساء في
ليلة الإربعاء؛ إذا بصوت المساحي تعلو في جوف الليل فعلمن بدفن النبي .فلما دُفن رسول الله قالت فاطمة لأنس بن مالك :يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب[13].
النهاية فى حفظ الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى