- CR.7عضو نشيط
- النقاط المكتسبه : 262
عدد الرسائل : 152
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
الشعبيه : 0
استغلال الوقت وحفظه من الضياع
السبت مايو 09, 2009 7:02 am
[center]عنوان الفتوى
رقم الفتوى
تاريخ الفتوى
السؤال
الإجابة
فالفراغ نعمة من الله تعالى على عباده، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)) .
والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً ، بل لابد له أن يُملأ بخير أو بشر، ومن لم يُشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، وقد تنقلب نعمة الفراغ نقمة على صاحبها إذا لم يحسن الاستفادة من فراغه ، ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه شباب يتميز بقوة الغريزة، وجِدَةٌ : وهي القدرة المالية التي تمكن الإنسان من تحصيل ما يشتهي .
إن الوقت - وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان - نعمة عظيمة ومنحة كبرى . ذكرها الله تعالى في مواضع من كتابه ، ممتناً بها على عباده ، ليستفيدوا منها، قال تعالى : ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) (الفرقان:62).
أي : جعل الليل يخلف النهار ، والنهار يخلف الليل ، توقيتاً لعبادة عباده له ، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل.
وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً : ((اغتنم خمساً قبل خمس – ومنها- فراغك قبل شغلك)) .
إن هذه النصوص تدل بوضوح على عظم هذه النعمة – نعمة الزمن وهو الليل والنهار ، ساعات العمر ولحظاته التي يعيشها الإنسان مدة حياته .ولكن هذه النعمة لا يدرك قدرها ويستفيد منها إلا الموفقون من عباد الله الصالحين، الذين يعرفون قيمة العمر وثمن الحياة ، فالمستفيد من نعمة الزمن هم القلة من خلق الله . وأكثر الناس مغبونون، تراهم يقتلون الأوقات، وينفقونها فيما لا نفع فيه ، أو ما فيه ضرر في العاجل أو الآجل .
والمراد بالفراغ : خلو الإنسان من المشاغل والمعوقات الدنيوية المانعة من الاشتغال بالأمور الأخروية ، فذلك نعمة جُلّى ولا يدخل في ذلك السعي في طلب الرزق ما دام ذلك لا يعطل عن القيام بحق الله عز وجل.
والأصل في الغبن أن يكون في البيع والشراء والتجارة . وفي هذا الحديث – كما يقول العلامة المناوي – شَبَّهَ المكلف بالتاجر، والصحة والفراغ برأس المال ؛ لكونهما من أسباب الأرباح ؛ ومقدمات النجاح . فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ؛ ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله
وقال ابن بطال : ( معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغاً حتى يكون مكفياً صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فمن فرط في ذلك فهو المغبون ).
إن شكر نعمة الزمن أن يستفيد الإنسان من عمره ، ويحذر من إضاعته في المجالس الخاوية ، مجالس القيل والقال ومجالس اللهو والطرب ، ويحذر أن يكون أمره فرطاً لا في أمر دينه ، ولا في أمر دنياه ، فتنقضي أيامه ولياليه في سهو وغفلة ، وتنقلب نعمة الفراغ نقمة يشقى بها صاحبها رجلاً كان أو امرأة .
فعلى كل مسلم أن يكسب الوقت ، ويستفيد من العمل الصالح، والعمل القاصر والمتعدي ، ويحرص على طلب العلم الذي توفرت سبله، وتهيأت وسائله بفضل الله تعالى وعليه أن يحذر مما وقع فيه كثير من الشباب من إضاعة أوقاتهم في مجالس الأرصفة الليلية ، أو ميادين الكرة أو المستراحات، فالوقت هو الحياة فمن عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة.
لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة الوقت وأن يستفيد منه إلا إذا أحس بقيمته وعرف قدر أنفاسه في هذه الحياة، وأدرك أهمية الاستفادة منه . وحافظ عليه كما يحافظ على ماله أو أشد ، واستشعار قيمة الوقت يجعل الإنسان يبتكر أشياء للاستفادة من الوقت قد لا يهتدي إليها غيره ، ولن يستفيد من هذه الإجازة من لم يعرف قيمة الوقت وأهمية الزمن أولاً ، ولن يستفيد من الإجازة من لم ينظم وقته ثانياً .
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص ما يكونون على أوقاتهم ، لأنهم أعرف الناس بقيمتها. ولذا كانوا يحرصون على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن وإن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي).
وعن حماد بن سلمة قال : ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً ؛ إن كان في ساعة صلاة ، وجدناه مصلياً ؛ وإن لم تكن ساعة صلاة ، وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً ، أو مشيعاً لجنازة ، أو قاعداً في المسجد ؛ قال : فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل .
وعن سعيد الحريري قال : كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم ، وإصلاح معايشهم ، وآخر النهار : لعبادة ربهم ، وصلاتهم.
وعن الأوزاعي قال: ليس ساعة من ساعات الدنيا ، إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة، يوماً فيوماً ، وساعة فساعة ؛ ولا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة .
الفتوى لفضيلة الشيخ صالح
الفوزان ال فوزان
حفظه الله ورعاه وسدد خطاه
نرجوا من المشرفين غذا كان موضوع
موكررأن يحذفوه لأنه منقول اللأمانة [/center]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى