أمهات فلسطين قلوب ترسل الصمود من خلف القضبان
الثلاثاء يونيو 03, 2008 3:04 pm
تمر سنوات العمر بأنين آخر، هناك يخيم السكون على ضحكات طفل لم يحبو بعد في حيز زنزانة، ويفتك الحزن بقلوب الأمهات المحرومات من التماس أطراف أبنائهم أو احتضانهم من خلف زجاج الزيارة فقط يشهدون حيناً دموعهم المتوارية في مآقيهم خوفاً وحرصاً على صبرهم وثباتهم خلف قضبان الأسر، ويحرمون من ذلك حيناً آخر.
معاناة تقاسيها الأمهات الأسيرات المغيبات قصراً عن أبنائهنَّ لسنوات في الأسر قضت بها عليهنَّ دولة الاحتلال لأسباب تتفاوت بين حب الوطن والإخلاص للقضية، منهنَّ من لم تر فلذة كبدها منذ تاريخ اعتقالها خلف ذريعة المنع الأمني وأخريات ينعمنَّ برؤية نور وجوههم بين حين وآخر وفقاً لمزاجية الاحتلال، وأخريات وضعنَّ أبنائهنَّ في مستشفيات السجون مكبلين الأصفاد ومن ثمَّ غادروا أمهاتهم إلى عالم آخر لم يعرفوا منه إلا أشباح أشخاص مروا على أبصارهم في أوقات زيارة بسيطة للأم من خلف زجاج أصم..
"لها أون لاين" في التقرير التالي يرصد شموخ الأمهات الأسيرات يعرض تفاصيل صبرهن وأساليبهنً في الحصول لحقوقهن باحتضان أبنائهن حتى لو من خلف زجاج الزيارة، تابع معنا..
الأسيرة نورا الهشلمون أمضت تسعة وعشرين يوماً في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الثامن عشر من ديسمبر الماضي 2007 لكنه انتهى برفض مطالبها في الإفراج عنها وتقديم الرعاية الصحة لها والسماح لها بزيارة أطفالها الستة إضافة إلى تمديد سجنها رهن الاعتقال الإداري لثلاثة أشهر أخرى معها تذوب القلوب ألماً وتذبل العيون حزناً، لكنها ما استكانت ورغم آلام جسدها المريرة فأعلنت في الثاني عشر من مارس الماضي إضراباً مفتوحاً آخراً عن الطعام بعد تمديد اعتقالها للمرة السابعة على التوالي دون أن توجه لها تهمة سوى الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، قرابة الشهر طال إضراب الأسيرة الهشلمون عن الطعام وترفض الإقلاع عنه إلا حين تعانق أطفالها فداء، تحرير، حنين، محمد، جهاد وسرايا التي لم تتجاوز الأعوام الثلاثة من عمرها والتي غادرتها قصراً منذ اعتقالها في السادس عشر من سبتمبر 2007 الماضي.
نورا لم يزيدها الأسر إلا صبراً على المرض والبلاء بالبعد عن الأبناء والزوج الأسير أيضاً رهن الاعتقال الإداري منذ سبتمبر 2006 في سجن النقب والذي نقل منه إلى سجن آخر بعد خوضه وثلاثة من الأسرى إضراباً عن الطعام مؤازرة وتعاطفاً مع زوجته التي تعاني ويلات الأسر سواء بحرمانها من زيارة أبنائها أو معاناتها مع المرض وحرمانها من تقديم الرعاية الطبية اللازمة حيث تعاني من تضخم غير عادي في الكلى نتيجة إصابتها بالفشل الكلوي وتتلكأ إدارة السجن وتماطل في تقديم العناية الصحية المناسبة لها الأمر الذي يهدد حياتها ويحيطها بمخاطر الموت، ونتيجة لمداهمة المرض جسدها فقد وهن العظم منه وتناقص وزنها واستوطنت الحمى جسدها إلا أنها ترفض تعليق إضرابها المفتوح عن الطعام لحين تصدر إدارة السجن قراراً بالإفراج عنها تتمكن معه احتضان أطفالها الستة تبثهم شوقها وحنينها وتنثر بلقائها على وجوههم ابتسامة صغيرة تطفئ كآبة الأيام الخاوية التي قضتها بعيداً عنهم رهن الاعتقال، ولم يكن الرد لدى إدارة السجون إيجابياً بل قاسياً مريراً يقضي بإقصاء الأسيرة في العزل الانفرادي بقسم 12 من ذات المعتقل هشارون التلموند وزيادة التجبر في الاعتداءات والممارسات البشعة دون مراعاة لظروفها الصحية ما يهدد حياتها بالموت في قبر العزل الانفرادي.
أوضاع مأساوية للأسيرات الأمهات
ووفقاً لرياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين فإن سلطات الاحتلال تأسر وراء عتمة زنازينها الرمادية 106 أسيرات في مختلف السجون الرملة وتلموند منهم 22 أسيرة متزوجة و19 أسيرة أمهات تركنَّ خلفهن فلذات أكبادهنَّ يعانين الفقد والحرمان، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال تعمد إلى تعذيب الأسيرات الأمهات بحرمانهنَّ من زيارة أبنائهنَّ لذرائع أمنية واهية .
ويقول الأشقر أن الأسيرة سونا الراعي من قلقيلية لم يمكنها الاحتلال من رؤية وليدها الوحيد سوى مرة واحدة حين بلغ السادسة من عمره وكانت قد تركته رضيعاً لم يبلغ العامين ومن ثم حرمتها منه أبداً ولا تسمح له بزيارتها لذرائع أمنية، مضيفاً أن تلك الممارسات لا تزيد الأمهات الأسيرات إلا ضيقاً وألماً يعكس تفاصيله على نفسيتهم فيعانين القلق والتوتر والخوف على مستقبل أبنائهن الذين لا يغيبون عن أذهانهنَّ في الأسر لحظة واحدة مطالباً المجتمع الدولي بإنهاء معاناة الأسيرات الأمهات بإطلاق سراحهن وعودتهن إلى أحضان أسرهنَّ يبثثن في قلوب أبنائهن العطف والحنان الذي افتقدوه سنوات الأسر والتغييب المريرة.
من ناحية أخرى لفت الأشقر إلى معاناة الأسيرات الأمهات الصحية حيث يفتقرن في السجون إلى أبسط وأدنى حقوقهنَّ الإنسانية بعد توفر الرعاية الطبية الكافية لهنَّ ومعاناتهنَّ من سياسة الإهمال الطبي كالأسيرة لطيفة أبو ذراع أم لسبعة أطفال ويحرمها الاحتلال من تلقي الرعاية الصحية بإجراء عملية جراحية باستئصال الرحم نتيجة ورم ألم به، مشيراً أن المريضة طالبت إدارة السجن مراراً أن تعرض على طبيب مختص يشخص حالتها ويقوم بعمل الفحوصات اللازمة لها إلا أن إدارة السجن أبت عليها ذلك ورفضت دعوتها ما أثر على حالاتها الصحية وباتت ترزح تحت خطر الموت والتغييب أبداً في قبور الأسر الرمادية المفتقرة لمقومات الحياة التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى في السجون.
إلى ذلك ألمحت وزارة الأسرى في تقرير لها إلى الأوضاع المأساوية التي تعانيها الأسيرات عموماً في سجون الاحتلال والتي تتراوح بين التضييق والإذلال باستمرار سياسة التفتيش العاري واقتحام الغرف بين الحين والآخر والانهيال على الأسيرات بالضرب والشتم ناهيك عن حرمانهنَّ من الزيارة لأسباب وذرائع واهية بالإضافة إلى سياسة العزل الانفرادي التي تخضع لها الأسيرات في إطار التغييب حتى عن زميلاتهنَّ الأسيرات إضافةً إلى تغييبهنَّ عن العالم الخارجي كالأسيرتين مريم الطرابين وآمنة منى حيث يعانين العزل الانفرادي وسرقة الكنتين الخاص بهنَّ عبر فرض الغرامات المالية الباهظة عليهنَّ ومن ثم خصمها من الكنتين، ويستكمل التقرير معاناة الأسيرات بالحديث عن الرطوبة التي تزخر بها غرفهنَّ ومساحتها التي لا تسمح بتنفس الهواء وخلوها من النوافذ التي تأذن للشمس بأن تداعب جدرانها الخشنة الباردة فتطرد رطوبتها قليلاً وتدفئ أجوائها بالإضافة إلى نقص الأغطية وانتشار الحشرات الزاحفة نتيجة امتناع إدارة السجن عن رشها بالمبيدات الحشرية، وكذلك حرمان الأسيرات من إدخال الكتب المدرسية والثقافية والملابس ووضع العراقيل أمام زيارة المحامي كي لا يفضح ممارسات تعذيبهنَّ للعالم الذي لم يحرك ساكناً في قضية الأسرى.
إضراب واحتضان وإبعاد مجدد
كما الأسيرة نورا الهشلمون عمدت سابقتها في الأسر عطاف عليان إلى انتهاج وسيلة الإضراب عن الطعام لإجبار قوات الاحتلال على السماح لابنتها عائشة بالمكوث بين أحضانها في السجن لحين أن تتم العامين ونجحت في ذلك عبر معركة الأمعاء الخاوية التي انتهت بموافقة إدارة السجن على طلبها باحتضانها طفلتها عائشة التي لا تتمكن من استعمال الهاتف المثبت في قاعة الزيارة للتكلم معها خاصة أنها لم تتجاوز من عمرها العام والنصف، تقول الأسيرة المحررة عليان:"كنت مصرة خلال معركة الأمعاء الخاوية على قبول إدارة السجن بإدخال ابنتي عائشة لي ونجحت أمضت برفقتي ثمانية أشهر التصقت بي كما في البحر المحار لكنها عانت ويلات الأسر تماماً مثلي بالتنكيل والتفتيش ولا سيما الضرب في طابور العد الصباحي وسرعان ما انتهت المدة القانونية لوجودها معي في السجن وانتزعها الجنود من حضني قاذفين بها إلى عالم لم تعرف منه إلا أشباه صور بينما رزحت أنا رهن الاعتقال الإداري مجدداً ثلاثة شهور قضيتها في ألم ومرارة على ابنتي التي خرجت لعالم أوسع وأشمل من عالم الزنزانة والأسر"، وتضيف:"معاناة الأمهات الأسيرات مضاعفة دائمي الفكر والقلق على أبنائهنَّ قلوبهنَّ تتجرع مرارة الحرمان وقساوة الإجراءات والممارسات الصهيونية بحقهنَّ لكنهنَّ يبقين الأصبر متشبثات بأمل اللقاء بلا جدار ولا شبك زيارة ".
رسالة من خلف القضبان
ولم تملك الأسيرة قاهرة السعدي التي يحرم أبنائها من الأب والأم معاً خلف القضبان إلا أن تستصرخ العالم الحر لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأمهات الأسيرات في رسالة بعثت بها بحروف تنطق مرارةً وألم نتيجة افتقادها لأبنائها وحرمانها لفترات طويلة من زيارتهم لها لدواعي أمنية وفقاً لمزاجية الاحتلال.
منذ ست سنوات مضت تقبع الأسيرة قاهرة السعدي خلف جدران الأسر الرمادية ولا تعلم متى سيكون اللقاء بالأحبة فلذات الأكباد دون جدار ولا شبك ولا حواجز حرة خاصة وأنها تقضي حكماً بالمؤبد ثلاث مرات يمكن معه أن ينحل الجسد ويوهن العظم منه ويتوارى خلف مقابر العتمة، تشتاق الأسيرة لرؤية أبنائها شخوصاً لا خيالات من وراء زجاج الزيارة لكنها لا تحظى بهذا أبداً بينما يأمل أطفالها بأن يحظوا بفرحة العيد وهم يقبلون يدي أمهم في صباحه بدلاً من تقبيل صورتها ومحاكاتها همساً من وراء القضبان، في رسالتها قالت :" ينفطر قلبي وأنا أرى أبنائي يعيشون مأساة التنقل بين بوابات السجون والصليب الأحمر بينما غيرهم يرسمون أحلام الطفولة البريئة ويدرسون وينعمون بالحياة الرغيدة مستفهمة عن عدالة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المطالبة بحرية المرأة والتي تنصب نفسها نصيرة لها دون أن تقدم لها شيئاً ملموساً ".
معاناة تقاسيها الأمهات الأسيرات المغيبات قصراً عن أبنائهنَّ لسنوات في الأسر قضت بها عليهنَّ دولة الاحتلال لأسباب تتفاوت بين حب الوطن والإخلاص للقضية، منهنَّ من لم تر فلذة كبدها منذ تاريخ اعتقالها خلف ذريعة المنع الأمني وأخريات ينعمنَّ برؤية نور وجوههم بين حين وآخر وفقاً لمزاجية الاحتلال، وأخريات وضعنَّ أبنائهنَّ في مستشفيات السجون مكبلين الأصفاد ومن ثمَّ غادروا أمهاتهم إلى عالم آخر لم يعرفوا منه إلا أشباح أشخاص مروا على أبصارهم في أوقات زيارة بسيطة للأم من خلف زجاج أصم..
"لها أون لاين" في التقرير التالي يرصد شموخ الأمهات الأسيرات يعرض تفاصيل صبرهن وأساليبهنً في الحصول لحقوقهن باحتضان أبنائهن حتى لو من خلف زجاج الزيارة، تابع معنا..
الأسيرة نورا الهشلمون أمضت تسعة وعشرين يوماً في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الثامن عشر من ديسمبر الماضي 2007 لكنه انتهى برفض مطالبها في الإفراج عنها وتقديم الرعاية الصحة لها والسماح لها بزيارة أطفالها الستة إضافة إلى تمديد سجنها رهن الاعتقال الإداري لثلاثة أشهر أخرى معها تذوب القلوب ألماً وتذبل العيون حزناً، لكنها ما استكانت ورغم آلام جسدها المريرة فأعلنت في الثاني عشر من مارس الماضي إضراباً مفتوحاً آخراً عن الطعام بعد تمديد اعتقالها للمرة السابعة على التوالي دون أن توجه لها تهمة سوى الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، قرابة الشهر طال إضراب الأسيرة الهشلمون عن الطعام وترفض الإقلاع عنه إلا حين تعانق أطفالها فداء، تحرير، حنين، محمد، جهاد وسرايا التي لم تتجاوز الأعوام الثلاثة من عمرها والتي غادرتها قصراً منذ اعتقالها في السادس عشر من سبتمبر 2007 الماضي.
نورا لم يزيدها الأسر إلا صبراً على المرض والبلاء بالبعد عن الأبناء والزوج الأسير أيضاً رهن الاعتقال الإداري منذ سبتمبر 2006 في سجن النقب والذي نقل منه إلى سجن آخر بعد خوضه وثلاثة من الأسرى إضراباً عن الطعام مؤازرة وتعاطفاً مع زوجته التي تعاني ويلات الأسر سواء بحرمانها من زيارة أبنائها أو معاناتها مع المرض وحرمانها من تقديم الرعاية الطبية اللازمة حيث تعاني من تضخم غير عادي في الكلى نتيجة إصابتها بالفشل الكلوي وتتلكأ إدارة السجن وتماطل في تقديم العناية الصحية المناسبة لها الأمر الذي يهدد حياتها ويحيطها بمخاطر الموت، ونتيجة لمداهمة المرض جسدها فقد وهن العظم منه وتناقص وزنها واستوطنت الحمى جسدها إلا أنها ترفض تعليق إضرابها المفتوح عن الطعام لحين تصدر إدارة السجن قراراً بالإفراج عنها تتمكن معه احتضان أطفالها الستة تبثهم شوقها وحنينها وتنثر بلقائها على وجوههم ابتسامة صغيرة تطفئ كآبة الأيام الخاوية التي قضتها بعيداً عنهم رهن الاعتقال، ولم يكن الرد لدى إدارة السجون إيجابياً بل قاسياً مريراً يقضي بإقصاء الأسيرة في العزل الانفرادي بقسم 12 من ذات المعتقل هشارون التلموند وزيادة التجبر في الاعتداءات والممارسات البشعة دون مراعاة لظروفها الصحية ما يهدد حياتها بالموت في قبر العزل الانفرادي.
أوضاع مأساوية للأسيرات الأمهات
ووفقاً لرياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين فإن سلطات الاحتلال تأسر وراء عتمة زنازينها الرمادية 106 أسيرات في مختلف السجون الرملة وتلموند منهم 22 أسيرة متزوجة و19 أسيرة أمهات تركنَّ خلفهن فلذات أكبادهنَّ يعانين الفقد والحرمان، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال تعمد إلى تعذيب الأسيرات الأمهات بحرمانهنَّ من زيارة أبنائهنَّ لذرائع أمنية واهية .
ويقول الأشقر أن الأسيرة سونا الراعي من قلقيلية لم يمكنها الاحتلال من رؤية وليدها الوحيد سوى مرة واحدة حين بلغ السادسة من عمره وكانت قد تركته رضيعاً لم يبلغ العامين ومن ثم حرمتها منه أبداً ولا تسمح له بزيارتها لذرائع أمنية، مضيفاً أن تلك الممارسات لا تزيد الأمهات الأسيرات إلا ضيقاً وألماً يعكس تفاصيله على نفسيتهم فيعانين القلق والتوتر والخوف على مستقبل أبنائهن الذين لا يغيبون عن أذهانهنَّ في الأسر لحظة واحدة مطالباً المجتمع الدولي بإنهاء معاناة الأسيرات الأمهات بإطلاق سراحهن وعودتهن إلى أحضان أسرهنَّ يبثثن في قلوب أبنائهن العطف والحنان الذي افتقدوه سنوات الأسر والتغييب المريرة.
من ناحية أخرى لفت الأشقر إلى معاناة الأسيرات الأمهات الصحية حيث يفتقرن في السجون إلى أبسط وأدنى حقوقهنَّ الإنسانية بعد توفر الرعاية الطبية الكافية لهنَّ ومعاناتهنَّ من سياسة الإهمال الطبي كالأسيرة لطيفة أبو ذراع أم لسبعة أطفال ويحرمها الاحتلال من تلقي الرعاية الصحية بإجراء عملية جراحية باستئصال الرحم نتيجة ورم ألم به، مشيراً أن المريضة طالبت إدارة السجن مراراً أن تعرض على طبيب مختص يشخص حالتها ويقوم بعمل الفحوصات اللازمة لها إلا أن إدارة السجن أبت عليها ذلك ورفضت دعوتها ما أثر على حالاتها الصحية وباتت ترزح تحت خطر الموت والتغييب أبداً في قبور الأسر الرمادية المفتقرة لمقومات الحياة التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى في السجون.
إلى ذلك ألمحت وزارة الأسرى في تقرير لها إلى الأوضاع المأساوية التي تعانيها الأسيرات عموماً في سجون الاحتلال والتي تتراوح بين التضييق والإذلال باستمرار سياسة التفتيش العاري واقتحام الغرف بين الحين والآخر والانهيال على الأسيرات بالضرب والشتم ناهيك عن حرمانهنَّ من الزيارة لأسباب وذرائع واهية بالإضافة إلى سياسة العزل الانفرادي التي تخضع لها الأسيرات في إطار التغييب حتى عن زميلاتهنَّ الأسيرات إضافةً إلى تغييبهنَّ عن العالم الخارجي كالأسيرتين مريم الطرابين وآمنة منى حيث يعانين العزل الانفرادي وسرقة الكنتين الخاص بهنَّ عبر فرض الغرامات المالية الباهظة عليهنَّ ومن ثم خصمها من الكنتين، ويستكمل التقرير معاناة الأسيرات بالحديث عن الرطوبة التي تزخر بها غرفهنَّ ومساحتها التي لا تسمح بتنفس الهواء وخلوها من النوافذ التي تأذن للشمس بأن تداعب جدرانها الخشنة الباردة فتطرد رطوبتها قليلاً وتدفئ أجوائها بالإضافة إلى نقص الأغطية وانتشار الحشرات الزاحفة نتيجة امتناع إدارة السجن عن رشها بالمبيدات الحشرية، وكذلك حرمان الأسيرات من إدخال الكتب المدرسية والثقافية والملابس ووضع العراقيل أمام زيارة المحامي كي لا يفضح ممارسات تعذيبهنَّ للعالم الذي لم يحرك ساكناً في قضية الأسرى.
إضراب واحتضان وإبعاد مجدد
كما الأسيرة نورا الهشلمون عمدت سابقتها في الأسر عطاف عليان إلى انتهاج وسيلة الإضراب عن الطعام لإجبار قوات الاحتلال على السماح لابنتها عائشة بالمكوث بين أحضانها في السجن لحين أن تتم العامين ونجحت في ذلك عبر معركة الأمعاء الخاوية التي انتهت بموافقة إدارة السجن على طلبها باحتضانها طفلتها عائشة التي لا تتمكن من استعمال الهاتف المثبت في قاعة الزيارة للتكلم معها خاصة أنها لم تتجاوز من عمرها العام والنصف، تقول الأسيرة المحررة عليان:"كنت مصرة خلال معركة الأمعاء الخاوية على قبول إدارة السجن بإدخال ابنتي عائشة لي ونجحت أمضت برفقتي ثمانية أشهر التصقت بي كما في البحر المحار لكنها عانت ويلات الأسر تماماً مثلي بالتنكيل والتفتيش ولا سيما الضرب في طابور العد الصباحي وسرعان ما انتهت المدة القانونية لوجودها معي في السجن وانتزعها الجنود من حضني قاذفين بها إلى عالم لم تعرف منه إلا أشباه صور بينما رزحت أنا رهن الاعتقال الإداري مجدداً ثلاثة شهور قضيتها في ألم ومرارة على ابنتي التي خرجت لعالم أوسع وأشمل من عالم الزنزانة والأسر"، وتضيف:"معاناة الأمهات الأسيرات مضاعفة دائمي الفكر والقلق على أبنائهنَّ قلوبهنَّ تتجرع مرارة الحرمان وقساوة الإجراءات والممارسات الصهيونية بحقهنَّ لكنهنَّ يبقين الأصبر متشبثات بأمل اللقاء بلا جدار ولا شبك زيارة ".
رسالة من خلف القضبان
ولم تملك الأسيرة قاهرة السعدي التي يحرم أبنائها من الأب والأم معاً خلف القضبان إلا أن تستصرخ العالم الحر لإجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأمهات الأسيرات في رسالة بعثت بها بحروف تنطق مرارةً وألم نتيجة افتقادها لأبنائها وحرمانها لفترات طويلة من زيارتهم لها لدواعي أمنية وفقاً لمزاجية الاحتلال.
منذ ست سنوات مضت تقبع الأسيرة قاهرة السعدي خلف جدران الأسر الرمادية ولا تعلم متى سيكون اللقاء بالأحبة فلذات الأكباد دون جدار ولا شبك ولا حواجز حرة خاصة وأنها تقضي حكماً بالمؤبد ثلاث مرات يمكن معه أن ينحل الجسد ويوهن العظم منه ويتوارى خلف مقابر العتمة، تشتاق الأسيرة لرؤية أبنائها شخوصاً لا خيالات من وراء زجاج الزيارة لكنها لا تحظى بهذا أبداً بينما يأمل أطفالها بأن يحظوا بفرحة العيد وهم يقبلون يدي أمهم في صباحه بدلاً من تقبيل صورتها ومحاكاتها همساً من وراء القضبان، في رسالتها قالت :" ينفطر قلبي وأنا أرى أبنائي يعيشون مأساة التنقل بين بوابات السجون والصليب الأحمر بينما غيرهم يرسمون أحلام الطفولة البريئة ويدرسون وينعمون بالحياة الرغيدة مستفهمة عن عدالة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المطالبة بحرية المرأة والتي تنصب نفسها نصيرة لها دون أن تقدم لها شيئاً ملموساً ".
رد: أمهات فلسطين قلوب ترسل الصمود من خلف القضبان
السبت يونيو 07, 2008 2:36 am
نصرهم ربي على أعداء الدين والأمة ، وحرك ربي الغيرة في أخوانهم العرب ، وبشرهم ربي بنصرة القريب .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى